أمسية الوداع
أول أمس كان خاتمة الأماسي الرمضانية وهي جلسات حرة ومفتوحة… بعد الإفطار ولا تؤثر على التراويح والحمد لله رب العالمين وذلك لوجود المصلى والزاوية القريبة… وهي جلسات في سياق “ساعة وساعة”..!
كانت أمسية رائعة بحق قضيناها في المنظمة السودانية للحريات الصحفية وثبت لي مجددا بما لا يدع مجالا للشك أن السودانيين لا يبدعون ولا ينثرون الآراء الجيدة والمفيدة ولا يتبادلون الأفكار بجرأة وموضوعية إلا في البرامج غير الرسمية، وعلى نقيض هذا ما إن يربط أحدنا ربطة عنقه ويرتدي “الفول سوت” ويذهب إلى اجتماع رسمي إلا ويخفي الحقائق ويخشى الآخرين ويزايد عليهم ويمارس كل الفنون القتالية الكلامية النفاقية… ضد نفسه وضد الآخرين.
الجلسة كانت محضورة بوزير الدولة بوزارة الإعلام الأستاذ ياسر يوسف وبوزير الدولة بوزارة الاتصالات الأستاذ الصادق فضل الله وبالرواد قادة المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان يتقدمهم الأساتذة إبراهيم عبد الحليم، ومحمد حسن البشير، وكانت محضورة بسفير اليابان وسفير نيجيريا وسفير اليمن رد الله غربتها وقنصل كينيا ووفد ثلاثي رفيع المستوى من السفارة الإثيوبية والمستشار الإعلامي للسفارة المصرية والمستشار السياسي وعدد آخر من ممثلي السفارات.
زين المجلس حضور وضيء من قادة العمل الإعلامي ورؤساء التحرير وشباب الصحفيين والمحامين وممثلي المنظمات… ولكن الذي جعلهم كلهم يضحكون ويتحدثون بحرية كبيرة للدرجة التي جعلت الزميل والأستاذ طارق عبد الفتاح يروي لنا عددا من النكات الجيدة… الذي حضّر هذا الجو الجميل هو الزملاء “أهل الطرب والفن والفكاهة”… الأستاذ القامة الخطير عثمان شرفي والأستاذ الفاتح الظريف (اسما ومسمى) والزميل الصحفي الفنان أحمد الصاوي.
الجيلي عبد الماجد أقرب الأصوات للفنان أبو داوود (ما قصر تب) فالرجل كان لديه حفلة في توتي ولكنه حضر وجاملنا بثلاث أغان من (بيت الكلاوي).
لا ننسى الصحفي والدكتور الصيدلي وعازف الكمان… الحارث أدروب… حضر وسمعنا بروفته ولكن انقطع وتر الكمان وخسرنا وصلته الموسيقية ولكننا كسبنا عددا من النكات حول الموقف… ومعظمها نكات شرقاوية… أحد الحضور قال لي هذا المجلس لم ينقصه سوى حكّامة لنكون قد غطينا الأقاليم السودانية..!
قلت له ممازحا ومعانا الحارث أدروب حركة شعبية سابق ممكن يغطي لينا جنوب السودان..!
نكتة الفاتح الظريف مع “بتاع الامجاد” سأسجلها وأرسلها عبر الواتس… عندما تصلكم أعرفوا أنني كنت المصدر وتأكدوا أنكم حضرتم معنا الإفطار والأمسية وإن غبتم عنها..!