يوسف عبد المنان

حكومة (كادوقلي)


أعلن الجنرال د.”عيسى آدم أبكر” والي جنوب كردفان أمس حكومته الجديدة بعد مشاورات بين الخرطوم والمركز.. وبعض مراكز القوى الولائية.. وإضفاء مشروعية من المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني على مقترح تقدم به الوالي للمكتب مساء السبت الماضي، وطغى على تكوين الحكومة لعبة توازن القوى داخل المؤتمر الوطني الذي انقسم بعد اختبارات المرشحين لمنصب الوالي لتيارات تنافس بعضها البعض وجيوب ومراكز قوى.. وأفلح الجنرال “عيسى أبكر” في لملمة شعث الحزب و(تخليق) حكومة أبقت على بعض من الوجوه القديمة مثل د. “بابكر أحمد” وزير التربية ونائب الوالي والمهندس “علي أحمد دقاش” وزير الزراعة الجديد، وهؤلاء يمثلون الحرس القديم الذي جاء به الوالي السابق وخاض به معاركه مع فرقائه السياسيين.. ومن خارج الولاية جاء تعيين المهندس “عبد العزيز أحمد الحاج” وزيراً للمالية من نهر النيل.. و”إمام عبد اللطيف إمام” من سنار وزيراً للتخطيط العمراني، وتم إخلاء وزارات الثقافة والإعلام والصحة والثروة الحيوانية للأحزاب الشريكة. وطغى على تكوين الحكومة العسكريين من النوافذ الثلاثة الأمن والشرطة والقوات المسلحة.. وقد أسند للعميد أمن “عوضية الباشا” منصب وزير الرعاية الاجتماعية لتصبح مسئولة عن الفقراء والمساكين، ومن جهاز الأمن عين العقيد د.”مالك عيسى” معتمداً لمحلية التضامن ومدير الأمن الشعبي بالولاية “محمد أبو جيب” معتمداً للرئاسة.. واللواء “عبد الله كوكو الخور” معتمداً على (هيبان) وهو ضابط قوات مسلحة، واللواء (م) “ميرغني كوة” معتمداً على محلية (أبو جبيهة) والعميد شرطة “محمد أحمد عمر” معتمداً على محلية (أبو كرشولا).. وجاءت تقديرات الوالي السياسية ببعض الوجوه التي كانت تقف في صف المعارضة ومنافسة الوالي السابق المهندس “آدم الفكي” ويعتبر “الهادي عثمان أندو” نائب رئيس المؤتمر الوطني من الشخصيات التي عرفت بمعارضتها الشديدة للوالي السابق، وكذلك “محمد أبو بكر بيلو” الذين تم تعينه الآن معتمداً على محلية (الليري)، وإذا كان المظهر العسكري قد طغى على تكوين الحكومة الجديدة فإن عدداً من المعتمدين نالوا ثقة الوالي لحسن أدائهم خاصة معتمد (كادوقلي) “أبو البشر عبد القادر” الذي احتفظ بموقعه في ظل ثلاثة ولاة هم “أحمد هارون” و”آدم الفكي” والآن الجنرال “عيسى”. وكذلك لأداء “الشيخ آدم الفكي الخليل” في (الدلنج) الأثر في بقائه لفترة قادمة و”حمد النيل شمشم” في (تالودي) و”موسى يونس” في (رشاد).
ومن الظواهر الجديدة التي أطلت برأسها في السياسة السودانية هي توريث الأبناء مقاعد الآباء.. فقد عين “عثمان كافي طيارة البدين” معتمداً على (البرام) تقديراً لعطاء الأمير “كافي طيارة”.. ودوره في حفظ الأمن ومناهضة التمرد، وكذلك عين إبن الأب “يونثان حماد” (حسيب) معتمداً للرئاسة بـ(كادوقلي) تقديراً لعطاء والده السياسي ومنافحته عن الإنقاذ وتصديه لمزاعم الكنيسة الغربية بوجود انتهاكات لحقوق المسيحيين، ولم يسبق لـ(حسيب) “يونثان حماد” تولي منصباً في الحكومة وهو يعتبر أصغر دستوري عمراً في حكومة السودان نحو (27) سنة.. وعين المدير التنفيذي لاتحاد الصحافيين السودانيين “داؤود أبو كلام” معتمداً على محلية (أم دورين) وهي من المحليات الواقعة كلياً تحت سيطرة التمرد مثلها ومحلية (هيبان) و(البرام).
وفي سياق المحاصصات القبلية حظي النوبة بمناصب نائب الوالي ونائب رئيس المؤتمر الوطني ورئيس المجلس التشريعي ووزراء التربية والرعاية الاجتماعية وستة معتمدين.. وتم إشراك أغلب القبائل في الحكومة مما يعكس حجم الإحساس بضرورة أن يشارك الجميع في حكومة يأمل فيها الناس على الأقل أن تنفذ ما تبقى من مشروعات بدأت في عهد مولانا “أحمد هارون”.