هويدا سر الختم

لغز الفارس المقنّع.!


تقبل الله منا ومنكم ومن الأمة الإسلامية جمعاء صيام الشهر الكريم وجعلنا من عتقائه وعيد مبارك عليكم قراء الأجندة الأعزاء فقد ملأتموني فخراً وإعزازاً وأثلجتم صدري بتواصلكم المستمر معي وسؤالكم عن غياب الأجندة طيلة الشهر المبارك ونحمد الله على أن ظروفاً خاصة وليس أمراً جللاً ما تسبب في غياب الأجندة متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية وعيد سعيد على كل الشعب السوداني وعلى الوطن العزيز الذي أثقل بالجراحات وما يزال صامداً.. غير أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحتاج إلى (معجزة من السماء) تعيده حياته.
بعد أكثر من ربع قرن من حكم الإسلاميين الذي جاء تحت مسمى (الإنقاذ) في إشارة لإنقاذ البلاد من (الضياع) الذي تسببت فيه العهود السابقة. تعود البلاد مرة أخرى ليس إلى ذات النفق الذي وجدوها فيه (دعاة الإنقاذ) وإنما إلى دون ذلك بكثير.. على الأقل خلال العهود السابقة الذي شهد تدهوراً في الأوضاع الاقتصادية للبلاد كانت تحتفظ الدولة بمؤسساتها وكان الشعب لا يزال(نظيفاً) والعملة السودانية رغم العلة التي ألمت بها آنذاك كانت تقف على ساقيها و(تمد لسانها) لبعض دول الجوار.. واليوم يلعق لسان عملتنا.. حتى.. (أرجل) العملة الأرترية والإثيوبية (وما خفي أعظم).. أي درك هذا الذي وصل إليه وطننا السودان..!
الكارثة.. ليست فيما وصلت اليه البلاد وما يعايشه الشعب الأن من حروب وفقر ومرض وجهل وهجرة متواصلة حتى كادت البلاد (تصفي) على الحزب الحاكم وحده.. ولكنه (الفشل) في إيجاد مخرج ينقذ وطن كامل من الضياع.. من قبل الكل.. الحزب الحاكم والمعارضة بكل مكوناتها والشعب نفسه.. ولم يعد الأمر.. سراً.. صقور الحزب الحاكم.. والحركة الإسلامية يطلقون تصريحاتهم هنا وهناك (على عينك يا شعب) وعلى صفحات الصحف اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي مفادها(too late).. لقد فات الأوان على حقن جسم الوطن الهزيل بالمحاليل الوريدية.. ربما يتطلب الأمر عملية جراحية عاجلة هذا إذا لم يكن قد تمكن المرض الخبيث من جسم الوطن وحينها ربما تعجل الجراحة بوفاته بدلاً عن إنقاذه.. وأخشى أن الشعب قد وصل إلى يقين في هذا الأمر لذلك تزدحم مكاتب الهجرة بحشود المهاجرين الذين لا يزالون يملكون حق الرحيل وينتظر الذين أقعدتهم ضيق ذات اليد عن الرحيل (الفارس المقنع) الذي يمتطي صهوة جواده الأبيض لينقذ الوطن..!
من يا ترى سيكون هذا الفارس المقنّع. وهل سيأتي. ومن أين.. ربما يفاجئنا الحزب الحاكم نفسه فيكون هو الفارس المقنّع.. أو ربما المعارضة.. ربما.. أو قد يكون الفارس المقنّع هو الشعب نفسه.. وعن نفسي أرجح الأخيرة حسب التاريخ فالشعب دوماً كان هو الفارس المقنّع.. في نهاية الأمر يبقي كون الواقع الآن خطيراً والأمر يزداد خطورة وحالة سكون (شاذ) تشهدها البلاد.. ربما أنه السكون الذي يسبق العاصفة.. عاصفة الدمار أو الإنقاذ.. اللهم لطفك يا رب.. نحتاج إلى حملة لقاح الوطنية ضد فيروس الخراب والدمار.. صحوة النخبة السودانية التي يقع عليها عبء إنقاذ البلاد وفي كل الأحوال قد يكون (الكي) المؤلم علاج المرض.