نكات المساطيل وتأثيرها السالب
خبر صغير لكنه كبير في معانيه فقد انتقدت إدارة مكافحة المخدرات ما تقوم به الفرق الكوميدية من تناول لنكات متعاطي المخدرات من ترويج لتلك الآفة، ذلك أنها تُظهر المساطيل بمظهر المبدعين وأصحاب الخيال الواسع، وهو ما يتناقض تماما مع حقيقة ما تُحدثه المخدرات من تخريب وتدمير للعقول.
التصريحات التي أدلى بها اللواء شرطة المكي محمد المكي مدير مكافحة المخدرات أكدت على الأخطار المدمرة للمخدرات على المجتمع، وكشفت عن الجهود المبذولة في التصدي لها .
أقول إن ظاهرة تبادل نكات المحششين باتت تحتل جزءاً كبيراً من رسائل الواتس آب، ومع انتشار الهواتف الذكية ومجانية وسائط التواصل الاجتماعي، وانتشار المجموعات التي تجد الشخص الواحد يشترك في عدد كبير منها، حدث انفجار كبير في كمية تلك النكات التي يتودد الناس لبعضهم بعضا من خلال تداولها، وساعد في ذلك العلاقات الاجتماعية الواسعة التي يتميز بها المجتمع السوداني.
أشعر أن وقف تداول النكات يحتاج إلى خطة تشارك في إنفاذها مختلف فعاليات المجتمع، ذلك أن تداول النكات بصورة عامة سواء تلك المتعلقة بالمساطيل وغيرها أمر محبب إلى النفس لأن فيها كثيراً من التسلية والإضحاك والمتعة، وأقترح أن يُصار إلى تكوين لجنة تضم ممثلين للجهات التي يمكن أن تسهم في وضع خطة لمكافحة نكات المساطيل، وليت اللواء المكي يدعو لاجتماع يضم ممثلين لهيئة علماء السودان والمنتدى الفقهي والإعلام المرئي والمسموع والمقروء وممثلين للفرق الكوميدبة والترببة والتعليم والتعليم العالي.
هذه الفعاليات وغيرها هي التي يمكن أن تشن حملة توعية شاملة من خلال خطب الجمعة وأجهزة الإعلام والمدارس والجامعات، بحيث تتضافر الحهود في سبيل التنبيه إلى خطر تبادل تلك النكات وتوجيه رسالة أكبر وأشمل للتنبيه إلى أخطار تلك الآفة المدمرة، وتحصين المجتمع والشباب بصفة خاصة منها بحيث يقتنع الناس بخطورة المخدرات على مستقبل أبنائهم ويكف الجميع عن تداول نكات المساطيل وينفرون من تأثيرها السلبي على المتعاطين.
اللواء المكي أشار إلى استهداف الجامعات بأنواع خطيرة من المخدرات، كما أن بعض الأنواع تستخدمها بعض (ستات) الشاي وهذا يقتضي إيلاء المخدرات اهتماما أكبر من خلال زيادة موازنات إدارة المكافحة على مستوى المركز والولايات.
إن وسائط التواصل الاجتماعي نعمة يمكن أن تتحول إلى نقمة ما لم نكفكف من تأثيراتها السالبة، كما أن المركبات والسيارات عبارة عن وسائل نقل يمكن أن تصبح وسائل قتل إذا أسيء استخدامها، وعلى الهيئة القومية للاتصالات أن تحرص على الحد من التأثيرات السالبة لوسائط التواصل وتقنيات الاتصالات سواء ما يتعلق بما يعرض في مقاهي الإنترنت أو الأفلام والمواقع الإباحية التي تأتي عبر الفضاءات المفتوحة، ولو قامت كل جهة بما ينبغي أن تقوم به في سبيل حماية شبابنا مما يتهددهم من غزو إباحي يأتي عبر وسائط التواصل وأجهزة الإعلام لكفينا شروراً وبيلة نخشى أن تحدث تأثيراتها الخطبرة على مجتمعنا المحافظ.