تحقيقات وتقارير

السياج الأخضر الافريقي يقف في طريق تقدم الرمال

يشكل مشروع السياج الاخضر الافريقي الذي اختتمت قمته الثالثة في نواكشوط بالمغرب بمشاركة وفد السودان برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية اهمية كبيرة للدول الافريقية والبالغ عدد ها احدي عشر دولة علي راسها السودان الذي يعتبر من المؤسسين لمشروع السياج الافريقي الاخضر حيث يمر ثلث هذا الحزام الاخضر الكبير بالاراضي السودانية، في حدود (1525) كلم من الطول الكلي لمساحة السياج

وتأتي اهمية السياج في انشاء حاجز من الغطاء النباتي يساعد في وقف تقدم زحف الرمال والتصحر عبر دول جنوب الصحراء وذلك من خلال تشجير وزراعة احزمة خضراء متعددة الانواع تمتد من موريتانيا الي جيبوتي بطول 7 الف كلم متر بعرض 15 كلم في المناطق التي يبلغ معدل هطول الأمطار فيها 100 -400 ملم في السنة والواقعة ضمن المنطقة الصحراوية الساحلية

يذكر أن مشروع السياج الاخضر الكبير لأفريقيا، اقرته قمة تجمع الساحل والصحراء “س.ص “عام 2005 م. كما اعتمده الاتحاد الافريقي عام 2007 م، كمشروع افريقي استراتيجي لمساعدة البلدان الافريقية للحد من خطورة الزحف الصحراوي الذي يهدد مجموعة الدول الواقعة علي الساحل والصحراءاضافة الي انه يقوم علي دمج تشكيلات نباتية محلية ومصطنعة ووحدات رعوية وحظائر حيوانات، كما يسهم كثيراً في إيجاد التنوع الإحيائي ومكافحة الفقر ومحاربة البطالة وخلق مشاريع صغيرة تستوعب أيدي عاملة

ويعتبر السياج الاول من نوعه لعدد 11 دولة افريقية هي السودان، موريتانيا، السنغال، مالي، النيجر، نيجيريا، جيبوتي، اثيوبيا، بوركينافاسو، اريتريا وشاد.
وخاطب الجلسة الافتتاحية للقمة الثالثة عبد الله اديا السكرتير التنفيذي للوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير ودعا الدول والحكومات الاعضاء فى المبادرة الي وضع اليات اعتمادها للقيام بنشاطات وادارة حوارات لفائدة المجتمعات الواقعة في نطاق السياج الاخضر الكبير. وطالب بضرورة خلق شراكة بين الوكالة وشباب الدول الاعضاء لتمكين الشعوب من التضامن، معتبرا المبادرة الية مهمة لمواجهة تحديات تغيرات المناخ ووضع جهود لتنمية القارة.
كما خاطب الجلسة الافتتاحية للقمة ممثلين للبنك الافريقي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزير البيئية والتنمية المستدامة الموريتاني اميدي كمارا رئيس المجلس الوزاري للوكالة.

اعتمدت القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسياج الأخضر الكبير لأفريقيا في ختام أعمالها بالعاصمة الموريتانية نواكشوط قرارا يدعو لرفع كافة أشكال العقوبات عن السودان وإنهاء المقاطعة له.

وقال وزير البيئة والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال ان القمة أجازت إنشاء بنك الكربون الإفريقي ومقره الخرطوم، مبينا أن البنك سيكون مصدر تمويل لدول السياج الأخضر ولتجارة الكربون العالمية ، ولغرس وزراعة الأشجار وامتصاص الكربون وانبعاثاته التي تسبب التصحر وتدهور البيئة.
وأضاف ان القمة أجازت تشكيل لجنة فنية من 30 خبيرا فنيا مقرها الخرطوم ستعقد أول اجتماع لها في سبتمبر المقبل.
أكد الرؤساء الأفارقة المشاركون في القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء فى الوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير لأفريقيا دعمهم ومساندتهم للسودان في كل المواقف.

وقال رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في تصريحات صحفية خلال مشاركته في القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء فى الوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير بالعاصمة الموريتانية انه اطلع الرؤساء الافارقة خلال مشاركته في القمة على الاوضاع في البلاد مبينا انهم كانوا متفهمين للأوضاع واكدوا دعمهم لمواقف السودان.

واكد الرئيس البشير اهمية العمل الجماعي والتعاون بين البلدان الافريقية لحلحلة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها محاربة الفقر واشار في هذا الخصوص الى مشروع السياج الاخضر الكبير لأفريقيا ودوره في الحد من التصحر والجفاف والاسهام في عملية التنمية المستدامة والاستقرار لشعوب المنطقة.

وكان وزير المالية بدرالدين محمود قد تعهد بتوفير المكون المحلي لتنفيذ السياج الأخضر الأفريقي بعد استلام السودان المكون الأجنبي “منحة البنك الدولي” بمبلغ ثمانية ملايين دولار على أن ترتفع قيمة المنحة إلى 77 مليون دولار. ويغطي السياج عدد 13 ولاية سودانية متأثرة بالجفاف والتصحر وندرة المياه.
وأكد محمود، لدى لقائه يوم الأحد، وزير البيئة الموريتاني أماندو كومارا، اهتمام السودان بتطوير العلاقات الاقتصادية مع موريتانيا، والانتقال بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب يعود بالفائدة على البلدين.

وأشار إلى دعم السودان لموريتانيا في مجال صناعة السكر والاتصالات، واعداً بتقديم المساعدات الفنية المطلوبة لقيام بنك الكربون الذي تم الاتفاق على أن تكون الخرطوم مقراً له، بجانب تقديم المساعدات في مجال الهيكلة المصرفية.
.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية بالسودان لإنفاذ المشروع الذي يستهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وخصوبة التربة والتنوع الإحيائي، وتحسين سبل كسب العيش للمواطن الأفريقي والسوداني.

إلى ذلك، أبان وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن عبدالقادر هلال، أن مشروع السياج الأخضر يشمل 11 دولة أفريقية تمتد بعرض القارة من موريتانيا حتى السنغال بأكبر مساحة في السودان تستفيد منها 13 ولاية.
وأكد هلال أن المشروع يتوافق مع اهتمامات الدولة بصحة البيئة والمواطن، مشيراً إلى أن بنك الكربون يهدف إلى تحقيق الاستفادة للدول الأفريقية بغرض مكافحة التلوث البيئي.

تقرير / علوية الخليفة

الخرطوم28-7-2015م(سونا)