السودان.. مبادرات شبابية لإحياء السينما
وسط قاعة دراسية بكلية كمبوني للعلوم والتكنولوجيا بالخرطوم، تجمع عشرات الطلاب لمشاهدة ثلاثة أفلام سينمائية سودانية قصيرة أنتجت رغم الإمكانيات البدائية.
وشوهدت الأفلام الثلاثة من خلال جهاز العرض الضوئي (Projector) وأنتجها فريق “سودان فيلم فاكتوري”.
وتسعى مجموعات شبابية لإحياء السينما السودانية المتوقفة منذ نحو 25 عاما، عبر إنتاج أفلام قصيرة وتدريب الشباب على فنون السينما، وتنمية الوعي السينمائي بالمجتمع، وسط عقبات أبرزها عدم وجود دور عرض.
لكن خبراء سينما اعتبروا تلك الأفلام أقل من أفلام سينمائية، لأنها تنتج بإمكانيات متواضعة جدا لعدم وجود تمويل، كما أنها تصور بكاميرات فيديو عادية وليست متخصصة، مطالبين الدولة بالتحرك لإعادة الحياة للسينما السودانية.
مبادرات شبابية
وقالت المخرجة الشابة وعضو فريق “سودان فيلم فاكتوري” نهلة محكر إن الركود الكبير للسينما السودانية التي بدأت منذ نحو مئة عام دفع محبيها الشباب لمحاولة إحيائها وإخراجها من التراجع لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية.
وقالت للجزيرة نت “بدأت فكرة إنشاء فريق العمل، بعد مشاركتنا بورشة تدريب على فنون العمل السينمائي في معهد غوتة الألماني”. وقام الفريق بإنتاج 12 فيلما دراميا قصيرا، وأعد دورات تدريبية مجانية للشباب السوداني بفنون التصوير والإخراج والمونتاج والتمثيل السينمائي.
وأشارت إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه المنتجين السودانيين الشباب -إضافة لضعف التمويل- عدم إمكانية العرض والتسويق، وقلة الخبرة في صناعتها، وصعوبة إيجاد ممثلين وخاصة الوجوه النسائية.
ودعت محكر لإنشاء كلية للدراسات السينمائية، وقالت إن بعض الشباب سافر لتعلم فنون السينما على نفقته الخاصة، وهذا لا يتوافر للجميع بسبب الظروف الاقتصادية.
أسباب الأزمة
من جانبه، أكد المخرج السينمائي عبد الرحيم سوركتي أن أول عرض عرفه السودان كان بمدينة الأبيض عام 1912، وأن أول فيلم سوداني أنتج بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1963.
وأشار إلى أن صناعة السينما تطورت عندما أنشأت وزارة الثقافة والإعلام مؤسسة الدولة للسينما عام 1969، حيث أنتجت العديد من الأفلام، وإدارة دور العرض.
وأضاف -في تصريح للجزيرة نت- أن عام 1990 شهد تدمير صناعة السينما في السودان بقرار من وزير الثقافة آنذاك عبد الله محمد أحمد، والذي قرر تجميد عمل مؤسسة الدولة للسينما، وحولت الحكومة دور العرض لمتاجر.
وتابع سوركتي “نرحب بمجهودات الشباب لإحياء السينما، لكن محاولاتهم ليست إلا استخدام لغة سينمائية بكاميرات فيديو، وليست أفلاما سينمائية، ولا يمكن عرض أفلامهم بدور عرض، وبالتالي لن يربح المشتغلون بها، ولن ينتجوا أفلاما أخرى”.
وشدد على أن إعادة إحياء السينما السودانية يجب أن تكون عن طريق مؤسسات حكومية كبرى كي تمول ولا تنتظر ربحا في البداية، إضافة إلى إعادة دور العرض التي تحولت لمتاجر وأسواق.
الجزيرة