يوسف عبد المنان

الهزيمة المرة


تعرض الهلال السوداني لهزيمة مريرة وسقط في ميدانه الذي كان يعرف بالمقبرة، ويباهي الهلالاب بأنهم قادرين على هزيمة أي فريق ينازلهم بأم درمان حتى كانت مفاجأة (مازيمبي) قبل سنوات حينما خسر الهلال بخمسة أهداف.. ومنذ تلك الواقعة أخذ الهلال يتقبل الهزائم على أرضه من الفرق الأجنبية والمحلية.. وهزيمة الهلال مساء (الجمعة) أمام فريق (المغرب التطواني) المتواضع فنياً وضعت الفريق أمام احتمالات خروجه من البطولة بالباب الصغير وتبدد حلم الصعود إلى دوري الأربعة ومعانقة الكأس بعد أداء الهلال في المباريات الأخيرة، تعادل في المغرب.. وفوز على بعض الفرق المحلية بصعوبة بالغة.. مباراة (الجمعة) كشفت عن ضعف هجوم الهلال والقراءة الخاطئة لمدرب الهلال “الكوكي” لمسار المباراة حيث أبقى على اللاعب “بشة” في الوسط بدلاً من تقديمه ليلعب كمهاجم وهمي خلف “مدثر كاريكا” حيث لعب “صلاح الجزولي” البعيد جداً عن أجواء المباريات بسلبية ورعونة زائدة.. واستفاد الفريق المغربي من ضعف هجوم الهلال والحركة البطيئة للمدافع “أتير توماس” في الكرات المرتدة ورعونته في التعامل مع المهاجمين ليحرز المغاربة هدفهم الوحيد من ضربة جزاء لا غبار عليها .. ولكن الهلال الذي لعب الشوط الثاني بحيوية ونشاط افتقد دور اللاعب القائد.. في تنظيم اللاعبين داخل الميدان .. وأخطأ المدرب في اختيار اللاعب الذي ينفذ ضربة الجزاء.. كان اللاعب “سيف مساوي” أو البرازيلي هو الخيار المثالي لإحراز هدف التعادل الذي قد يجعل الفريق المغربي يندفع نحو مرمى الهلال بحثاً عن النصر.. ويجد الهلال مبتغاه في الهجمات المرتدة..
لا يزال أمام الهلال فرصة لخطف البطاقة الثانية وتفادي مواجهة المريخ الذي لن يجد صعوبة في هزيمة (وفاق سطيف) اليوم ولا اتحاد الجزائر بعد أسبوعين ليضمن البطاقة الثانية بعد أن حجز الاتحاد البطاقة الأولى.. ولكن حظوظ الهلال أيضاً رهينة بأقدام لاعبي فريق (مازيمبي) في هزيمة (المغرب التطواني) أو التعادل معه في آخر جولة من البطولة حيث يستضيف (سموحة) المصري الهلال وآمال (سموحة) لا تزال قائمة خاصة إذا حقق الانتصار اليوم على (مازيمبي).
أقصى نقاط يحصل عليها الهلال (11) نقطة في حال الانتصار على (مازيمبي) و(سموحة) بالاسكندرية وأقصى حد من النقاط قد يصل إليه (المغرب التطواني) أيضاً (11) نقطة في حال الفوز على (مازيمبي) على أرضه والفوز على (سموحة) بالمغرب وفي هذه الحالة سينسحب الهلال من المنافسة ويبقى (المغرب التطواني) بأفضلية المواجهات المباشرة.. ولكن هل يقبل (مازيمبي) الهزيمة أمام جماهيره في آخر مباريات المجموعة؟؟
الهلال بإرادته ولج نفقاً مظلماً وأصبح أمره بيد الآخرين لأن (سموحة) في حالة خسارته اليوم يفقد الأمل نهائياً في المنافسة على البطولة حتى لو انتصر في المباراتين القادمتين لأن انتصار (سموحة) في المغرب على (التطواني) لصالح الهلال الذي كلما خاض منافسة واقترب من الوصول إلى الكؤوس تعرض لنكسة مفاجئة أبعدته عن حلم جماهيره التي خرجت من ملعب إستاد الهلال وهي حزينة مثل جماهير البرازيل التي تعرضت لأبشع هزيمة من الألمان في كأس العالم الأخيرة.
{ لقد انفق رجل الأعمال الكاردينال من المال الكثير وسعى لبناء فريق كرة قدم ينافس على البطولات لكنه وضع ثقته في بعض السماسرة وأصحاب المصالح الذين (باعوا) للرجل (الاسكراب) من اللاعبين الأجانب وبعض اللاعبين الوطنيين من أنصاف الموهوبين وفشل كل المحترفين الأجانب باستثناء الحارس الكاميروني “مكسيم”.. فكيف لفريق يفتقد للاعب مهام قناص.. ولاعب وسط يصنع الأهداف الانتصار على فرق شمال أفريقيا مثل (المغرب التطواني) الذي لعب كرة قدم تجارية.. ووجد حكماً ضعيفاً تعامل مع حالات الاستهبال وتصنع الإصابة بسلبية شديدة فأهدر لاعبي المغرب نصف شوط بالسقوط على الأرض وساعدهم لاعبو الهلال (بالتوتر) غير المبرر وضعف اللياقة.. والخطة التي انتهجها “الكوكي” لا تحقق الأهداف التي يرمي إليها الهلال.
يبقى الأمل في أن يلعب (مازيمبي) لصالح نفسه ولصالح الهلال في المباريات القادمة حتى يصعد الأزرق كثاني المجموعة، ولكن الفريق الذي يهزم في ميدانه لن يحرز كأس البطولة.