تخيلوا؟!
أعتقد أن خطابنا مع بعضنا ولعكس معتقداتنا وأفكارنا يتسم بخشونة شديدة ونفي للآخر ..وجر الشوك في جلده.. وإذا بدأنا بالخطاب السياسي فهو تحرش بالآخر عديل كده.. حتى لو كان الآخر هذا من ضلع الحزب أو المعتقد أو الفكر الذي ينتمي إليه السياسي خطاب خشن .. جارح.. لا يتورع من أن يكون بذيئاً ..طعاناً لعاناً ..
حتى في الخطاب الرياضي تجد ذات النهج تقرأ فريق القمة (الفلاني) يدفن الفريق الضيف.. فريق القمة (العلاني) يذل فريق كذا بالانتصار عليه بعدد وافر من الأهداف.. وما أكثر وصف الفريق الآخر بالمواسير والحمام الميت.
أما الخطاب الاجتماعي فأصبح حاد النبرة اختفت كلمات الاعتذار والتسامح والمحبة ..لكن هذا كله كوم وخطاب بعض المسؤولين كوم آخر فهم ينكأون الجرح ويعرفون الخلل ويسمونه بدقة .. ولكنهم لا يملكون إلا الشكوى مثلهم مثل المواطنين التعساء ويزيدون رقعة الإحباط .. ويقللون كثيراً في الثقة في القيادة والتغيير فيلجأ المواطن إلى هجرة بائسة إلى بلاد الله الواسعة .. غربية كانت أو عربيه وحتى أفريقية.. حدثني شاب عن تجربته في الهجرة مع شباب إلى يوغندا وقيل إن إثيوبيا امتلأت بالسودانيين (هم يجونا ونحنا نمشي ليهم) أو هجرة إلى التغييب بالكحول والمخدر أو الاستغراق في الشهوات ..أو في الانسحاب إلى هامش الحياة وتعالوا نتخيل؟!
تخيلوا أن الأستاذ “الهندي عز الدين” كتب في عموده الراتب ما يلي ..( هناك أكثر من أربعين من الرسوم غير القانونية وهناك عدد من المتحصلين يجبون أموالاً ولا يدخلونها خزينة الدولة) .. وتخيلوا لو أن الأستاذ “ضياء الدين بلال” كتب في عموده الراتب: (أعرف محليات تتحصل على رسوم بالشوالات ولا تدخل خزينة الدولة).
فإن كتبا ذلك فليبشرا بطول شكاوى إلى المجلس القومي للصحافة وإلى نيابة الصحافة وربما الجرائم الموجهة ضد الدولة حتى تتم محاكمتهم وعندئذ يسألان: هل لديكم مستندات؟ طالما لا تملكون مستندات فلستم على حق فنشر اتهامات مثل هذه تدخل في إشانة سمعة بعض الأبرياء وربما جاءت مرافعة الاتهام معنونة بالآية الكريمة: (إذا أتاكم فاسق بنبأ…) إلى آخر الآية الكريمة.. المفرح في الأمر أن واحدة من الرموز القانونية للدولة ووزير ماليتها المحترم ورئيس البرلمان الموقر هم فعلاً مواطنون مثلنا اختلاف بسيط أنهم يتفشون بالصراخ لأن يدهم ليست مغلولة تماماً مثلنا في الصحافة إذ (أهم حاجة المستندات) والحصول عليها ضرب من المستحيل ومعنى ذلك أن لا تكتب عن الفساد( فأهم شيء المستندات) إنهم مواطنون مثلنا .. الله الله على المساواة فهم (زينا والله) مغلوب على أمرهم يتعرضون مثلنا لكل أنواع الحيف ولما يفيض بهم الكيل يصرخون الرهيفة التنقد.. وإذا قلناها نحن: إيييك!.. اللهم أعن كلاً على كلِ !