صلاح قوش : الصادق المهدي في الاستجواب أسهل من يعطي المعلومة وهؤلاء (…) الأصعب

أنا احب الحرية وأتمنى أن تستقر كل البلد والناس تكون مبسوطة متراضية ومنتجة
الآن أنا مواطن عادي، والأضواء فلاشات ليست لديها قيمة وأنا متوازن جداً
بحكم منصبي القديم فالأمانة تقول (حتى الونسة مع الرئيس أسرار دولة)
نعم الضابط الذي نفذ اعتقالي كان شجاعاً واتسم بالمهنية وكان محترماً معي
لست مليارديراً ومن طبعي أن أصرف بإسراف ولا أخاف من الفقر

كيف خرجت من المعتقل؟
خرجت بقيمة (العفو) وعرفت قيمته وأدركت ضرورة ممارسته وأنه أعظم الحقائق في الحياة يجب أن تمارس، وكنت أقرأ عن العفو ولكني لم أمارسه وحينما مارسته فهمت ما وراء الحجاب وكان في نفسي (شئ من حتى) ماتت كلها تحت (العفو كقيمة واقعية) وأنت تعاني من الظلم.

كيف إحساسك في المعتقل؟
كنت أفكر في المعتقلين في السجون الإسرائيلية والناس المأسورين في الجنوب وأقر بأن أقول أنا منعم.

هل استجوبت السيد الصادق المهدي؟
نعم عدة مرات.

كيف كان الإمام تحت الاستجواب؟
كان كثير الكلام وجاداً أكثر من اللازم ولكنه كان يقدم لنا المعلومة بسهولة (كان أسهل من يقدم المعلومات) في الاستجواب.
تعامل السودانيين مع مفردة المعلومات بهواجس سالبة، كيف قدرتم هذه المشكلة وانتم تطلبون المعلومات بشكل يومي تقريباً؟
السودانيون أكبر منتج للأخبار ولكن في تقديرنا يتطور الخبر ليصير معلومة مثلاً شوهد دلاي يتردد على مكتب صلاح قوش ومن ثم تتطور المسألة من عدة جهات فتصبح متداولة وزائدة ولكي تبقى معلومة تدخل عليها كثير من الأمور وهي مثل علم الحديث فيه متن ورواة وسند، تصفى فيها الأغراض والمصالح والدوافع حتى نصل لعظم الحقيقة التي نتعامل بها لتكوين الحكم بكونها معلومة أمنية.

الغريب أن كل الانقلابات تضبط وتفشل في ساعات قريبة من ساعة الصفر؟
السودانيون بطبعهم لا يدسون الأخبار ودائماً في الونسة تخرج المعلومة الظافرة.

ولكن من يدبر انقلاباً يتسحب لكل صغيرة وكبيرة؟
الاختراقات هي سبب فشل كل المحاولات الانقلابية

هل معقول أن يتهمك رجل في قامة الصادق المهدي (ساكت كدا)؟
أنا والله مستغرب لحدي اليوم في كلام الصادق بأنني من أشار له بأن يكون رأس الحكومة بعد نجاح ذلك الانقلاب.

ربما لأنك في يوم من الأيام استجوبته وأجلسته على كرسي من ثلاث أرجل؟
حكاية الكرسي أبو ثلاث أرجل ما عملتها أنا وما كنت مسؤولاً عن الامن في تلك الفترة كقيادة وكما أخبرتك، كلامه كثير ولا يفرق بين الجد (الهظار) وأسهل زول ممكن يسلمك معلومة مهمة.

وبمناسبة أسهل وأصعب، من هو أصعب سياسي استجوبته ولم تفلح في انتزاع معلومة منه لتماسكه أثناء التحري؟
هما اثنان: عثمان جزيرة عضو لجنة مركزية بالحزب الشيوعي، والثاني هو عبد الرؤوف ابنعوف، وأنا لحدي الآن احترمهما جداً.
كنت أسأل عثمان مثلاً، هل تعرف حامد يوسف؟ نعم أعرفه، أين هو اعرف مكانه ولكني كيف أخبرك، ثم هذه أسرار حزب، وأنا ما شغال معاك أمشي أبحث عنه.

هما اثنان فقط؟
لا هناك أيضاً الأمير نقد الله كان شجاعاً ومحترماً.

سمعنا أن فناناً مثلاً صارت له رتبة؟
(زمني أنا مافي كلام زي دا) وما شايف سبب وجيه لهذه الخطوة ويمكن أن يتحول شرطي لفنان.

هل تسمع للفنان فرفور؟
مثله مثل أي فنان

كيف تركت الجهاز؟
تركته مؤسسة متماسكة ولا تتأثر أبداً بغياب شخص مثلي.

هل تبيع البنزين لحكومة السودان؟
ربما يحصل عادي وهذا سوق ولا علاقة له بالسياسة، وعندي facilityes والأمور بتمشي، ولكني لست مليارديراً ولا عندي أعمال ضخمة كما يتصور البعض، ومن طبعي أصرف بإسراف دون أن يكون لذلك الصرف علاقة بقدراتي المالية.

متى يغضب صلاح قوش؟
حينما أقصر في عمل موكل الي واذا قصرت في واجبي أو تقاعست دارفور؟

كنت قريباً من الأزمة منذ بدايتها الأولى وكنت عنصراً فاعلاً في كل تفاصيلها وهي جزء أصيل من السودان وناقشت المتمردين كثيراً وطويلاً ومن طبيعتي أنا دائماً اجنح للسلم.

من أركو مناوي؟
كانت علاقتي به قوية وهو ليس سياسياً.

هل أنت مظلوم؟
أعفني من هذا السؤال

كنت تنام فقط ساعات قليلة طوال 20 سنة؟
هذه حقيقة وهي ساعات مثقلة بالمسئوليات الجسام تبدأ من 89 وحتى 2011 عشتها بضغط متواصل وبوتيرة واحدة ونفس واحد.

والآن أنت تاجر حر تبيع أحياناً البنزين لحكومة السودان؟
الآن رايق ومرتاح أعيش حياتي الاجتماعية بمزاج عال وفي التجارة (البعجبنا نشتغلوا والما بعجبنا نخليو)

هل هناك بقايا عداوات تطاردك يوماً بعد يوم؟
لا والله ودليل واضح علاقتي مع ناس المؤتمر الشعبي فأنا حاربتهم بقوة ولكني اليوم علاقتي بهم عادية وسمحة.

الشيخ حسن الترابي؟
هذا رجل فوق التصور ونادر جداً وجدته ينسى المرارات كالأنبياء تماماً وتحدثت معه كثيراً وأعطاني احساساً بأنني لم أفل أي شئ خطأ في حقه وهذا منتهى التسامح والنبل.

صحيفة السوداني

Exit mobile version