تمت إضافتك..!
جمعة الأمس كانت طويلة بمقاييس غيرها من الأيام حرصت فيها على أداء الفريضة في مسجد النور بكافوري لأكون ضمن شهود عقد ابننا أمين محمد نور كركساوي, إضافة إلى عقد قران ابن شقيق زميلنا وصديقنا المهندس جلال الدين محمد إبراهيم( الصفر البارد) , وقد خرجت مبكراً قبيل الصلاة بزمن كافٍ, ولكن هيهات.
وصلت مع الركعة الثانية والأخيرة وبعد السلام تلفت علّ وعسى أن أجد أي ممن قصدت، وحمدت الله كثيراً عندما قال الدكتور عصام أحمد البشير: إن هناك عدة زيجات ستتم اليوم, وكنت لا أتوقع أكثر من زيجتين أو ثلاث بعد حديث إمام وخطيب المسجد الدكتور عصام أحمد البشير, لكن المفاجأة كانت في أن عدد العقود التي تمت كان تسعة عقود زواج- ما شاء الله- وقد امتلأ المسجد تماماً, ولم أجد إلا صديقنا جلال الدين(الصفر البارد) وقد باركت له زيجة ابن شقيقه, ولم أجد ابننا العريس الثاني أمين كركساوي وسط تلك الأامواج البشرية المتدافعة.
خرجت لزيارة أسرية قصيرة في كافوري نفسها, وتوجهت منها نحو منزل وزير الصحة السيد بحر إدريس أبو قردة تلبية لدعوة غداء سابقة هي جزء من عمليات التواصل بين عدد من السياسيين وقليل من المسؤولين مع بعض أهل الصحافة والإعلام.
بعد الثالثة بقليل كنت في منزل السيد أبو قردة وبدأ توافد الزملاء ليتحول اللقاء الاجتماعي العادي إلى لقاء مكاشفة وإلى مواجهات حول تأسيس حركة العدل والمساواة في بدايتها، ثم اعترافات نادرة عن دور مجموعة من أبناء حركات دارفور في التخطيط للانقلاب على السلطة، وهو ما اتهمت به الحكومة سابقاً المؤتمر الشعبي رغم أنه لا علاقة مباشرة له بذلك الانقلاب وفق إفادات أبو قردة.
ثم تطرق اللقاء إلى علاقات أبو قردة شخصياً بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وعلاقته بالرئيس إدريس دبي وعلاقته بالراحل الدكتور خليل إبراهيم وشقيقه جبريل وأسرار وأسرار تستحق أن تروى.. وقد أوصلتنا تلك الروايات إلى(الدوحة) في قطر وكيف تم توحيد الحركات المسلحة، وكيف تم اختيار الدكتور التجاني السيسي رئيساً للحركة بعد أن توحدت وتوافقت الحركات على أن يترأس الجسم التنظيمي الجديد من بين ثلاثة مرشحين، إلى أن تم تكوين السلطة الإقليمية.
..هنا .. انتقل الحديث إلى تقييم أداء السلطة .. هنا.. برزت اختلافات وجهات النظر.. هنا.. ظهرت الاختلافات ودار حديث طويل بتفاصيل دقيقة, وما كان لأحد منّا أن يخرج أو يغادر المجموعة فالحديث ذو شجون.
هواتفنا كانت خارج الشبكة وهي مشكلة تعاني منها المنطقة التي يقيم فيها السيد الوزير أبو قردة.. انزعج الزملاء في الصحيفة, إذ لم يحدث قط أن تغيبت مثل هذا الغياب الطويل دون أن أفصح عن مكاني, وكذلك أهل بيتي.
خرجنا قبيل صلاة العشاء بقليل، هاتفت الزملاء واطمأننت على الصحيفة والصفحات، ووجدت أنهم قد تصرفوا ووضعوا مادة قديمة تم نشرها من قبل لتنشر على هذه المساحة, على أن تختتم بكلمة(أرشيف) .. وقد سعدت لذلك.. ولكن.. هيهات.
جاءني زميلنا الأستاذ سامي رحمة الله مقطب الجبين عابس الوجه, وسألني كيف أقبل أن تنشر لي مادة أرشيفية قائلاً: ( كيف ده يحصل وفي أيدك القلم).. وأضاف: إن الصفحة سيتم تأخير إرسالها إلى المطبعة حتى أكتب مادة (بعد .. ومسافة).
أطعت الأمر وعلمت أنه قد تمت إضافتي للصفحة الأخيرة من جديد.. وقد كان.