الفاتح جبرا

شعب الله المحتار !

لا حديث للمجتمع وأطيافه المختلفة عبر في الجلسات الخاصة ومواقع التواصل الإجتماعي سوي مسالة السودانيات اللواتي تم إستقدامهن للعمل كخادمات منازل بالمملكة العربية السعودية والذين تم إكتشافهن بالصدفة بعد أن تعرض بعضهن لسؤ المعاملة مما حدا بهن إلى اللجوء إلى السلطات المختصة .
معظم الذين تناولوا الأمر عبر الوسائط الإعلامية والإجتماعية المختلفة (إستهجنوا) أن يكون هنالك (سوادانيات) يعملن في المنازل كخادمات مطالبين بإعادتهن فورا إلى البلاد زاعمين بأن هذه المهنة لا تليق (بالسودانيات) وإن كانت تليق بكل شعوب العالم الأخرى !
حقاً كما قالوا فإن (الجمرة بتحرق الواطيها) فهؤلاء (المرفهون) الذين يتبنون مثل هذا الطرح الساذج الفطير يعلمون بان فطرة الإنسان (السوداني والما سوداني) لا تميل بل لا تهضم مسالة إن يخدم الشخص شخصاً اخر مثله لقاء مال، بل أن تصبح تلك هي مهنتة التي يمتهنها وتكتب له في جواز سفره ، لكنه (الفقر) قاتله الله والمسغبة وقسوة الحياة وفقدان الأمل الذي يجعل الشخص مجبرا لأداء مهمة كهذه .
هؤلاء الذين يتشدقون رافضين لهذا العمل الشريف (رغم هوانه) لم يعطونا البديل الذي من شأنه أن يقيم أود هؤلاء الفتيات اللواتي لم يفضلن الطريق الأسهل و(الأريح) لجلب المال بل فضلن هذا الطريق الشاق المذل المهين ، من منكم (طال عمركم) يجد فرص عمل يمكن لهولاء الفتيات بواسطتها إعالة أنفسهن وعائلاتهن؟
(وللا القصة كلام سااكت؟) !!
إن معظم الذين (يتصايحون) مشفقين على (العرض السوداني) و (النفس الأبية) و الشنو ما عارف هم قوم قد لبثوا في الكهف أكثر من ربع قرن ، هم قوم يتحدثون عن (السودانيين) عندما كانوا شعب الله المختار قبل أن يصبحوا شعب الله (المحتار) .. نعم كان السودانيون شعباً مختاراً بعناية فائقة أدهشت في ذلك الزمان كل العالم .. كل العالم .. شعب كامل لم يكن فيه من يسرق إلا قلة لا تحسب .. ثم بعد أن (إحتار) أصبحت السرقة يتم التحلل منها (زي الما حصلت حاجة) ، شعب كامل كانت (الرشوة) فيه تسمع ولا تري كالغول والعنقاء ثم بعد أن (إحتار) أصبح (الغول) ذاااتو يرتشي خليك من العنقاء .. شعب كامل كان من يدخن فيه البنقو (وهو المخدر الوحيد المعروف أنذاك) الحلة كووولها تعرفوا وهو كالمريض بالجرب يتحاشاه الجميع وتحذر الأسر أبنائها من الإختلاط به ، والآن بعد أن (إحتار) إصبحت معظم شرائح المجتمع تتعاطي المخدرات بكافة أنواعها بحيث يتم إستيرادها له (بالحاويات العظام) عبر المواني الرسمية ، شعب كامل كان (الحي) كووولو (فيهو بت كعبة واااحدة) ، إذا ما خرجت صوب (الزلط) إبتعد الجميع عنها كأنها تحمل فيروساً خطيراً والآن بعد أن (إحتار) أصبحت للفاحشة شققاً مفروشة ومزارع (معروشة) بل أصبح يتم التصدير إلى (الخارج) ، شعب كامل كان الأب فيه يعول كل أبنائه من مرتبه (ويفضل ليهو باقي) ثم بعد أن (إحتار) أصبح دخل الإبناء لا يمكنه أن يعول أباهم ، شعب كامل لم تكن تضطر فيه النساء للخروج إلى الشارع لبيع الشاي أو (الملاح) والتعرض إلى التحرش ثم بعد أن (إحتار) إمتلأت الشوارع بألاف النساء لأن (الجحيم) أهون من (الجوع) ولأن بيع الشاي أهون من بيع أشياء اخرى ، شعب كامل كانت كل الشعوب تحني له رؤوسها أجلالا وإحتراما قبل أن تجبره قسوة الحياة أن تخرج فتياته خادمات في بيوت الغرباء !
ما لم يفهمه ويعيه هؤلاء الذين يتباكون على عمل فتياتنا كخادمات منازل أن (القيم) و (الأخلاق) التي كنا عليها (ورفعة النخرة) عندما كنا (شعب الله المختار) ليست هي جينات في السلالة السودانية بل هي متلازمة (للكفاية والعدل) اللذان ما أن أختفيا حتى أصبحنا شعب الله (المحتار) !

كسرة :
كلما إرتفع الدولار كلما أنخفضت أخلاقنا !!

• كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+(و+و+و)+و


كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+(و+و+و)+و

‫5 تعليقات

  1. سنظل نحن السودانين مهتمين بسودنياتنا لا شعب الله المختار كما تقول !!!
    عمل الخادمات في الخارج اهون منه بيع الشاي في الشارع فليس هناك عيب فيه !!!
    و ليس هناك مهنة وضيعة او غيره !!!
    فمن الممكن لسودانية ان تعمل عاملة في بيت في مكان يضمن لها حقها وشرفها !!!
    فهل يعتقد الكاتب فاروق جبرا ان هذا سوف يتحقق بالعمل تحت كفيل سعودي وكاخادمة او قول كعبدة !!!
    لقد عشنا في الخليج ونعلم ماهي الخادمة عند هولاء ( الاء من رحم ربي ) تعني عبدة بمعني الكلمة !!!
    هناك رجال لم يستطيعوا ان ياخدو حقهم في العمل ونسمع عن الكثير منهم فمن باب اولي هولاء الفتيات سيعودن بخفي حنين !!!
    وللاسف عندما اشتكت هذة البنت كفيلها وضعت في السجن فبالله عليك باي قانون او عرف او حقوق انسان تضع المظلوم في السجن وتعطي الظالم حق ان يشترط ويبيع ويشتري فيها كانها سلعة فقط وهمه ان يسترد ما خسره كما يقول !!!
    الموضوع ينظر له من كل الجوانب وليس فقط لكسب جانب الراي العام بكلام معسول !!!
    والسؤال هو هل استفادت الفتيات من تجربة العمل بالخارج ام لاء ومن ثم نقيس الامر بالمنع او الترك مع التقنين !!

  2. الفاتح جبرا

    من الجميل ان تشعر بمعاناة اولئك الفتيات وهن في داخل السودان

    لاكن تأكد من ان عملهن كخادمات في السعودية كالمستجير بالرمضاء من النار

    واختصر ليك الموضوع ، فالتي لم تبيع شرفها في السودان وخرجت كخادمة للسعوديه ظنا منها انها مهنه شريفه (وهي كذلك الا في السعودية) فإنه ربما يسلب منها هذا الشرف والعرض دون مقابل هناك ولا حول ولا قوه الا بالله ، اضف على ذلك انها ربما ترجع بلدها بعد 10 سنوات ولم تستلم مرتب شهر واحد !!

    يا اخي يلزمك الاغتراب للسعودية كمان عشان برضو تعرف الحال هناك وحال المغتربين بصوره عامه

  3. أن (القيم) و (الأخلاق) التي كنا عليها (ورفعة النخرة) عندما كنا (شعب الله المختار) ليست هي جينات في السلالة السودانية بل هي متلازمة (للكفاية والعدل) اللذان ما أن أختفيا حتى أصبحنا شعب الله (المحتار) !