على بركة الله !!
{ في مؤتمر صحفي جامع أعلن والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” حكومته الجديدة التي تمازجت ما بين أسماء قديمة ظلت في ذات المناصب وما بين حراك جعل بعضها يغادر الكرسي من معتمد إلى وزير أو في حركة عكسية من معتمد إلى رئيس مجلس أعلى، ولأن الحكومة هي في مقام الجديدة حتى لو كانت تضم شخصيات من الحكومة القديمة ، فإننا بالتأكيد لن نتسرع فى الحكم عليها بالإيجاب والسلب، باعتبار أن الترس الذي لم يعمل كما ينبغي في الماكينة السابقة يمكنه أن يؤدي مهامه في ماكينة جديدة باختلاف التشغيل والتزييت وجماعية الحركة، لكن ما أريد أن أركز عليه أكثر هو شخصية الوالي الجديد الفريق “عبد الرحيم” التي بدت أمام الصحفيين شخصية منفتحة والرجل يحمل قدراً وافراً من مساحات الصراحة والمباشرة في الإفادات دون تلوين يشبه التزييف أو مراوغة يكتنفها الدهاء، إذ أن إجاباته حملت قدراً وافراً من الصراحة خاصة فيما يتعلق بقضيتين أساسيتين وهما الأمن والفساد، حيث قال إن أمن المواطن سيكون في أولوية مهام الحكومة الجديدة باعتبار أنه المرتكز الذي يرتكز عليه الإنتاج والاستقرار، أما في ما يخص الفساد أو تملك المال العام فقد أكد الوالي أنه على استعداد ومكتبه مفتوح لكل صاحب مستند حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات، وإن كنت دائماً أقول إن مسألة المستندات دي قد تصعب على المواطن الوصول للحقائق، وبإمكان الوالي أن يأخذ رأس الخيط ويتابعه كما حدث في قضية الموظف الذي يحمل شهادة جامعية مزورة !1
{ أقول إننا ورغم إيماننا القاطع أن عودة بعض الوزراء لمواقعهم فيه اعتراف من الحكومة بأنهم قد بدأوا عملاً ما (لا نفهمه) فهي ملزمة بأن تتحمل النتائج طالما أنها قد أصرت على استمراريتهم رغم الأصوات الضد أو الناقمة على سياساتهم، وهم في ذات الوقت مطالبون بأن يثبتوا أن عودتهم ليست مجرد موازنة سياسية أو مجاملة حزبية وضعتهم، حيث لا ينبغي أن يكونوا ولابد من ارتفاع إيقاع الأداء البطيء وتحرك عجلات القاطرة التي تتلكأ وتتعطل في المحطات.
ولعلني شخصياً قد استبشرت بوجود اللواء “عمر نمر” على رأس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم وحراك المعتمد السابق ونشاطه الملحوظ في ولاية الخرطوم يذكر أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث ننتظر منه جولات ماكوكية في أحياء الولاية تعدل الحال المائل وتعيد للبيئة المسلوبة نقاءها ليكون “نمر” هو المحرك الفعلي لمشروع الخرطوم عاصمة نظيفة. نرجو فقط أن يسلح نفسه بالقوانين الحاسمة والتشريعات التي ينتزعها من المجلس التشريعي للحفاظ على البيئة من عوادم المصانع وتغول عربات الصرف الصحي وتحدي المستشفيات التي تلقي بنفاياتها الطبية في قارعة الطريق!
{ في كل الأحوال لا نملك إلا أن نتمنى التوفيق لحكومة ولاية الخرطوم الجديدة والتي نتمناها حكومة تحدٍ وإنجاز لكن يبقى الرهان الأول والأخير على شخصية الوالي نفسه متابعة ومراجعة وحسم وصراحة منقطعة النظير، سنبادله إياها نقداً وتقويماً، والرجل على ما يبدو متابع لصيق لما يكتب في الصحافة من عناوين وتفاصيل وعلى بركة الله.
كلمة عزيزة
{ طوال الفترة الماضية كنا نظن أو هكذا صور إلينا أن السيد “أسامة داؤود” هو الرأسمالي الوطني الذي حفظ للسودانيين توازن (نعمة القمح) رغم الحصار المفروض علينا، وكنت اظن – وبصراحة ولجهل مني ربما بالشؤون الاقتصادية – أن الرجل في ذلك يكابد ويجاهد حتى يصل الخبز ليد المواطن السوداني، لكنني بالطبع (صدمت) عندما علمت أن الرجل يمنح الدولار بـ(2.9) وهو لعمري امتياز مؤكد ساهم كثيراً وكثيراً جداً في بناء إمبراطوريته واسعة الثراء، ما قلنا حاجة ربنا (يبارك ليه)، إلا أن التحدي الحقيقي في ملعب “أسامة داؤود” هل سيستمر على ذات النهج حتى بعد أن يشتري الدولار بسعر أعلى من الذي كان يمنح له، أم أنه سيقلب (ظهر المجن) للحكومة ويقول باي باي لاستيراد القمح ويخلي الحكومة تاكل نارها.
كلمة أعز
{ أكثر ما يغيظني في المؤتمرات الصحفية وجود أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة لكنهم يحتلون المقاعد الأولى وكل ما يفعلونه هو (مكابسة) المسؤولين للتحية والعناق، يا أخوانا هذه مؤتمرات صحفية وليست منتديات للهتاف وإبداء الولاء!!