انتظروا ترامب على أبواب البيت الأبيض
إنه دونالد ترامب المرشح الجمهوري الأميركي، الأكثر حظاً في الوصول إلى البيت الأبيض لحقبة ما بعد أوباما، يفاجئ المراقبين بتقدمه في استطلاعات الرأي، بحصوله على 28% في آخر استطلاع للرأي تم نشره الخميس المنصرم بفارق 16 نقطة عن منافسه المباشر في الحزب الجمهوري، فيما تقلص الفرق بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ترامب، قال: إن الولايات المنتحدة الأميركية بصدد الاستغناء عن النفط العربي بعد الاكتفاء الذاتي الذي حققته وذهبت إلى التصدير، وأن واشنطون تخطط لإعطاء الأولوية في علاقاتها الخارجية لمنطقة شرق آسيا، كما أنها تشتغل على تسوِّية طويلة المدى مع إيران من أجل استقرار أوضاع الشرق الأوسط، وأضاف: الآن، إيران تسيطر على جل العراق، والمناطق التي لا تريدها تمررها لـ(داعش)، وإن هذا التنظيم يسيطر على النفط ويبيعه للصين.
وترامب هذا، ليس مرشحاً عادياً، فهو (ملتي ملياردير) يمتلك برجاً يتكون من (68) طابقاً اسمه (Trump Tower)، وغرفة مطلية حوائطها وأسقفها بالذهب وطائرة خاصة تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار، ولديه 3 سيارات من ماركات (رولز رويس) و(لامبورجيني) و(مرسيدس بنز)، ومنتجع (مار لاجو) الذي اشتراه مقابل 10 ملايين دولار، ودراجة نارية من الذهب عيار 24 من تصميم فريق عمل (اورانج كاونتى تشوبرز)، ومنزل ومنزل (Seven Springs) يقدر سعره بـ 7.5 مليون دولار، بجانب منزل فاخر آخر في (بالم بيتش) اشتراه من الملياردير الروسي (ديميتري رايبلولوفليف).
المراقب، لحملة وبرنامج (ترامب) للانتخابات القادمة لا يعجزه ملاحظة أن لا فرق كبير في ما يتعلق بالسياسية الخارجية لكلا الحزبين الكبيرين (الديمقراطي والجمهوري)، وأن الرجل ذاهب في ذات طريق سلفه (أوباما)، وأن الولايات المتحدة تشتغل بجدية على إعادة رسم تحالفاتها في المنطقة (ايران وشرق آسيا). وربما هذا ما يُفسر(الحج) العربي الأخير إلى روسيا.
الملياردير (ترامب) لن يتمكن أحد من إغرائه بالمال لا على المستوى الشخص ولا العام، كما أن الدول العربية أفلست جراء خوضها مباشرة أو بالوكالة أو تمويلها للحروب الدائرة في المنطقة منذ (الحرب العراقية الإيرانية) وإلى الحروب الدائرة الآن، فيما تحتفظ إيران بثروات وإمكانيات اقتصادية ضخمة وقوى عسكرية ضاربة، وكذلك دول شرق آسيا الناهضة.
الراصد للتحولات التي طرأت على السياسة الخارجية الأميركية يرى بوضوح أنها بصدد تفعيل علاقتها بشكل أكثر عمقاً مع حلفائها الأفريقيين التقليديين (إثيوبيا، كينيا، جنوب أفريقيا وغانا) على وجه الخصوص، فيما تقترب مصر من روسيا ضمن المنظومة العربية، كما أشرنا.
بطبيعة الحال، ليس للسودان موقع في هذا كله، فهو على الأقل وعلى مدى العقدين القادمين لا يمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للأميركان في هذه المنطقة (منطقة شرق أفريقيا) التي يندرج تحتها، ولذلك فإن (الفرقعات) التي سمعناها مؤخراً عن (الصمغ العربي) الذي يمكن أن يمثل (آلية) ضغط على الولايات المتحدة كي (تستعيدنا) إلى تحالفها محض وهم كبير وحلم جميل، فما لم يتمكن بترول الخليج من فعله، لن يفعله (الصمغ)، ومن يظن أن بمقدره استعادة علاقاته الخارجية عبر الضغط بسلعة واحدة نتنجها عشرات الدول الأخرى، فليتحسس عقله السياسي، فالأمور أكثر تعقيداً مما نتصور! وانتظروا السيد (ترامب) على أبواب البيت الأبيض!