تحقيقات وتقارير

خيار من خيار.. الرعيل السوداني الأول.. إنجازات بأقل الإمكانيات 1-2

ربما تمثل عودتنا إلى ذلك الجيل وذاك الزمان، إلهاماً للأجيال الراهنة، وليس القصد منها التشبث بالماضي والوقوع رهينة له، فقط نحن نوثق لتاريخنا وتاريخ أسلافنا في مختلف المجالات كي نستلهم منه العبر والدروس، ونمضي إلى الأمام، إلى المستقبل دون أن تعيد تدوير (زمنهم) في (زمننا)، فلكل زمان رجال ولكل عصر مقتضيات وحيثيات تختلف عن ما سبقه من عصور، لكننا نقدح الذاكره وننعش الوجدان فقط: مريم أبو العلا وجابر أبو العز رائدة التمريض الأولى: بحسب صحيفة أنباء السودان الصادرة في: 6/6/1962م، فإن الطالبة السودانية (مريم أبو العلا) أُختيرت في احتفال ببيروت للقب رائدة التمريض الأولى، وقد أشادت مديرة الكلية بالطالبة وجعلت أخلاقها المقياس الذي بمقتضاه أحرزت قصب السبق. الصحيفة ذاتها وفي عددها المؤرخ (17/1/1964م) أشارت إلى أن أول مجمع في السودان لمصلحة حكومية هو مبنى وزارة التجارة والصناعة والتمويل الجديد الذي سلمه السيد جابر عبد الحميد أبو العز هذا الأسبوع. وذكرت أنه أول مجمع من نوعه يبنى في السودان لمصلحة حكومية. ووصفته بأنه يتميز بالجمال الفائق، مشيرة إلى أن المدة التي حددها المهندسون لتنفيذ هذه العمارة تزيد عن الثلاث سنوات ولكن السيد جابر تمكن من تنفيذ العمل في أقل من نصف المدة المذكورة. جليلة وسنية (والتأميم) عدد الصحافة بتاريخ 10/4/1969م، أورد الخبر التالي: قلد الرئيس جعفر نميري وسام المراة العاملة للسيدة (جليلة حسن)، وكذلك تمت ترقيتها لرتبة عريف بالجيش السوداني لمدة عملها الطويلة بالجيش، وبذلك تعد أول امراة تمنح هذه الدرجة. فيما كشف خبر عدد نظيرتها (الأيام) بتاريخ 3/4/1962م عن أنه تم أمس بقاعة المحكمة العليا تدشين أربعة من المحامين الجدد كان من بينهم أول محامية سودانية هي الآنسة (سنية مصطفى أحمد إبراهيم)، والثلاثة الآخرون هم السادة (جورج الياس ويوسف محمد إبراهيم ومحمد قسم السيد حامد). أما جريدة الأخبار الصادرة يوم 12/2/1962م، فغطت خبر أول قضية تأميم تشهدها المحاكم السودانية، على النحو الآتي: تشهد المحكمة العليا برئاسة القاضي عبد المجيد إمام الجلسة الاولى لأول قضية من قضايا التأميم في السودان، القضية مقامة من بعض السويسريين المساهمين في شركة طرة بوتلاند للأسمنت في مصر التي شملتها قرارات يونيو الأشتراكية، أصحاب الدعوى يطالبون بالأسهم التي تملكها شركة طرة في شركة بورتلاند بعطبرة، والمفهوم أنهم كانوا يملكون نحواً من ستين فب المائة من أسهم شركة طرة. يتولى تمثيل أصحاب الدعوى الأستاذ مهدي شريف المحامي وتهتم بعض الدوائر التجارية اهتماماً ملحوظاً بهذه القضية. أم إيهاب واللهجة السودانية أول ممثلة سودانية على المسرح المصري (أم إيهاب): كان هذه عنوان الخبر المثير الذي ورد في عدد صحيفة الصحافة الصادر في 5/2/1970م، إليكم بعض تفاصيله: في المسرحية الجديدة لفرقة عمر الخيام (الكباشين) التي يخرجها السيد راضي سيظهر على المسرح أربعة نجوم الريحاني (فريد شوقي، محمد شوقي، نيللي، وممدوح زايد) مع ممثلة السودان الأولى (آسيا أم إيهاب) الموجودة حالياً بالقاهرة في بعثة دراسية بالمعهد العالي للفنون المسرحية السنة الثانية. وتعد آسيا أول فتاة سودانية تعمل في الوسط الفني العربي وستلعب آسيا في المسرحية الجديدة دور سكرتيرة الفنان المزيف فريد شوقي. المشكلة التي ستواجه آسيا على المسرح هي اللهجة السودانية التي يحاول السيد راضي الخروج منها خلال أحداث المسرحية. الميدالية الذهبية في الملاكمة ربما لا يعرف كثيرون أن هنالك سودانياً حاز على الميدالية الذهبية للملاكمة، لكن بعودتنا إلى عدد صحيفة الأيام بتاريخ 9/9/1983م، اطلعنا على الخبر الآتي: يعد الملاكم السوداني المرحوم (يونس عباس شرف الدين) أول سوداني يحرز الميدالية الذهبية للملاكمة خارج القطر، لقد بدأ العم يونس حياته الرياضية بممارسة لعبة كرة القدم، ولكن شغلته الملاكمة من خلال الصور ومشاهداته لها في الجيش الإنجليزي المرابط بالخرطوم. هاجر إلى مصر عام 1934م وحصل على الميدالية البرونزية والذهبية في وزن الريشة وكان بطلاً لمصر عامي 1939م و1940م، وبذلك يكون أول مدرب سوداني يعمل في هذا المنشط، وفي العام 1946م عاد للسودان، وأنشأ نادي الملاكمة ورفع الأثقال بأم درمان أواخر حياته عين مديراً لمجمع شؤون الرياضة. (سعاد إبراهيم أحمد) أول منحة دراسية أميركية لفتاة سودانية: من جهتها احتفت صحيفة السودان الجديد في عددها الصادر 12/11/1965م، بحصول الأنسة (سعاد إبراهيم أحمد) على منحة دراسية من الاتحاد الأمريكي للجامعيات وهي واحدة من ست آنسات أفريقيات يحصلن على منحة لقضاء فترة إضافية يدرسن خلالها الجغرافيا والاقتصاد في جامعة ويسكنسون، ويشترك مها آنسات من ليبيريا وروديسيا الجنوبية ونيجيريا وسيراليون وتنجانيقا وجنوب أفريقيا. وهذه هي السنة الثانية منذ بدأ برنامج الاتحاد الأمريكي للجامعيات الذي يقدم المنح الدراسية للمدرسات الأفريقيات في العلوم التي تخصصن فيها. وتعد هذه الآنسة هي أولى السودانيات الحاصلات على هذه المنحة. أول بروفيسور باطني سوداني: حاز الدكتور (داؤود مصطفى) رئيس شعبة الطب جامعة الخرطوم على لقب أول بروفيسور باطني سوداني لعلم الطب الباطني، وقد بعث إلينا الطالب (علي الحاج) رئيس جمعية طلاب كلية الطب برسالة يهنئ فيها البروفيسور داؤود، ويقول: “ونحن إذ نهنئ باسم الخريجين من طلبته وباسم طلاب كلية الطب لا ننسى أن نهنئ أنفسنا جميعاً بهذه المناسبة سائلين الله له دوام الصحة والعافية وطول العمر حتى تمتد يده لعلاج ملايين المرضى من مواطنينا حتى تستفيد الأجيال القادمة من علمه، ونأمل أن يكون في دأبه ومثابرته وأخلاصه حافز لنا جميعاً للعمل الجاد من أجل العلم والتحصيل لخدمة شعبنا والله الموفق”.. هذا الخبر أوردته صحيفة الصحافة في عددها الصادر يوم 12/11/1965م فيما كشف عدد الرأي العام المؤرخ الرأي العام 29/10/1963م، عن أنه ولأول مرة في تاريخ السودان تم التأمين أمس على حياة لاعب كرة القدم بنادي المريخ (إبراهومة)، عن طريق دار المسابقات الحديثة، وذلك بعد أن ظهرت نتيجة الاستفتاء الذي أجرته الدار حول لقب أفضل لاعب كرة سوداني وفاز به إبراهومة، وأشارت الصحيفة إلى أن شركة التأمين ستدفع لإبراهومة (ألف جنيه) سوداني، إذا فقد بصره أثناء اللعب أو إذا أصيب إصابة عطلته عن استمراره في اللعب أو في حالة الوفاة، وإذا مرض إبراهومة فستدفع له الشركة (عشرة جنيهات) كل أسبوع لمدة 12 شهراً.

 

 

اليوم التالي