صلاح الدين عووضة

(راميها) جمل !!

*في بواكير دراستي المدرسية كنت مشغولاً – يوماً – بمباراة بين طرفي القمة..
*كانت مباراة مهمة على الكأس و (المناكفات) بيني وزملائي أنصار الهلال على أشدها..
*وفي حصة الجغرافيا سألني الأستاذ سؤالاً أقحمت فيه اسم (سانتو) دون وعي مني..
*فما كان من الأستاذ إلا أن صرخ غاضباً (يا ولد انت راميك جمل؟!)..
*وعرفت حينها معنى عبارة (فلان بتكلم زي الراميهو جمل)..
*ومساء اليوم ذاته أحرز سانتو هذا هدفين لينتصر المريخ..
*والبارحة تحدثت قنصل السودان بأسوان وكأنما هي (واقعة من جمل)..
*والطريف في الأمر أن القضية ذات صلة بالجمال..
*فقد فتح في مواجهاتها تجار جمال مصريون بلاغاً بالرقم (5354)..
*وسبب البلاغ اتهامهم لها بالتصديق على عقود مخالفة لقانون التبادل التجاري بين البلدين..
*بمعنى أننا بعد أزمتي المنقبين والصيادين بصدد أزمة (الجمالين)..
*وأصل القصة – كما فهمت – أن تجاراً سودانيين أبرموا صفقات مع نظراء لهم من مصر..
*والصفقات هذه خاصة بتصدير (2400) جمل لمصر بواقع (1100) دولار للرأس..
*ولكن المستوردين المصريين هؤلاء أنكروا الصفقات المذكورة وقالوا (ولا عمرنا شفناها)..
*أي بصريح العبارة قالوا إنها مزورة تحت سمع وبصر القنصلية السودانية..
*ويبدو – والله أعلم – أن الجانب السوداني أجرى تعديلات على القانون لمزيد من (الرسوم)..
*وأنا شخصياً أميل إلى تصديق هذه الرواية من واقع (حكايات الرسوم في بلادنا)..
*وأن لا سبيل إلى (مخارجة) الجمال هذه إلى داخل مصر إلا عبر الصفقات موضوع الأزمة ..
*أو على الأقل إلى حين سريان مفعول قرار (زيادة الرسوم)..
*هذا هو ملخص القصة كما اجتهدت في أن أفهمها..
*ثم جاءت القنصل وزادت المسألة غموضاً بأكثر من (زيادة) الرسوم..
*فقد قالت أحلام عبد الجليل أنه (لا يصح للسلطات المصرية أن توجه لها أية اتهامات)..
*وأن الإجراء الصحيح هو ذهاب المتضررين المصريين إلى سفارتهم بالخرطوم..
*وهناك تُرفع شكواهم عبر القنوات الدبلوماسية و(يحلوا عننا بقى)..
*يعني – إن صحت تظلمات المصريين – نقول (موت يا جمل) عوضاً عن (موت يا حمار)..
*أما إن كان الموضوع خلاف ذلك فالقنصل تتحمل مسؤولية عدم (الإبانة) إعلامياً..
*فلا يمكن أن يكون كلامها أشبه بحديث (الراميهو جمل)..
*أو بحديثنا عن سانتو في (حصة الجغرافيا!!).
الصيحة