مصطفى أبو العزائم

خطاب الرئيس الناري


سألني الأخ الكريم الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني صباح أمس داخل دائرة تواصل اجتماعية خاصة تجمع عدداً من السياسيين والصحفيين وخبراء اقتصاد وشؤون قانونية وغيرهم.. سألني عما قصده السيد رئيس الجمهورية في تصريحه الذي نشرته صحيفة (السياسي) أمس وقد كان العنوان الرئيس الأول للصحيفة وهو (البشير: لقد أذنا بالحرب على من يرفض الحوار).
سألني الأستاذ إبراهيم الشيخ ذلك السؤال باكراً بعد أن وصلت إليه وبقية المجموعة عناوين صحيفة(السياسي) الصادرة في ذلك الصباح, وقال لي: ( ما الذي قصده الرئيس من ذلك التصريح؟).. ولم يكن الأستاذ إبراهيم الشيخ قد اطلع على الصحيفة بعد, إذ أن عناوين الصحيفة الرئيسية نبعث بها للمشاركين في مثل هذه المجموعات عقب صلاة الفجر مباشرة, أو بعدها بقليل، أي قبل السادسة والنصف.
رددت على الأستاذ إبراهيم، إن حديث السيد رئيس الجمهورية هو تهديد ووعيد وتحذير لحملة السلاح الذين يرفضون الحوار، ولم يقصد به المجموعات السياسية أو النخب أو الأحزاب الرافضة للحوار، لأن تلك التصريحات جاءت ضمن مخاطبة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير, بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة لضباط وصف ضباط وجنود منطقة وادي سيدنا العسكرية يوم أمس الأول ضمن برنامج لقاءاته وزياراته للمناطق العسكرية والفرق، وقد كان معه في زياراته تلك السيد الفريق أول ركن عوض أبنعوف وزير الدفاع، والفريق مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكل قادة القوات المسلحة السودانية.
حسب ما رشح لنا من تلك اللقاءات فإن السيد رئيس الجمهورية حذر المتمردين من(الإصرار) على حسم القضايا عبر السلاح لذلك قال نصاً: ( من يرفض الحوار فقد أذنا بالحرب عليه).
ذلك حديث قائد عسكري لضباطه وجنوده وهم يتحملون عبء مواجهة التمرد وقتاله, لذلك لانتوقع أن يكون للقائد العسكري خطاب مع ضباطه وجنوده غير هذا الخطاب.
أما بالنسبة لرافضي الحوار من السياسيين وقادة الأحزاب والقوى المعارضة فإن ميادين صراعهم مع الحكومة والنظام لا تهدد من – وجهة نظر خاصة- أمن البلاد القومي، لأن سلاح الكلمة مهما كان حاداً لا يمكن أن يحقق من الأذى ما تفعله طلقة أو دانة بين الآمنين.
والحوار المنشود من وجهة نظر الأستاذ إبراهيم الشيخ هو علاقة شراكة وشركاء في الوطن، وليس علاقة بين طرف منتصر يملي اتفاق إذعان على المهزومين للقبول به.
ولا أظن أن هناك خلافاً كبيراً حول هذا الأمر بين الذين ينادون بالحوار وبين المترددين أو الرافضين .. فالوطن للجميع.