أبقوا عشرة
بكل المقاييس تعتبر رحلة السيد رئيس الجمهورية إلى الصين ناجحة وجاءت في وقتها تماماً وبلادنا تشهد إلى حد ما (صحوة) اقتصادية تنصب لصالح المواطن السوداني آخرها صحوة (دولار القمح) الكان مقطوع من لحم “محمد أحمد” (الحي)، ورحلة الأخ الرئيس ضربت عصفورين بحجر واحد العصفور الأول سياسي بالدرجة الأولى، وطائرة الرئيس للمرة الثانية أو الثالثة (تفقأ) عين المحكمة الجنائية وتتحدى قرارها (الأهبل) باعتقال “البشير” لتحط حينما أرادت القيادة السياسية، وتتحدى الإشاعات والرهانات على اعتقال الرئيس وطائرته تشرق وتغرب من “جوهانسبرج” حتى “بكين”. يعني يتحداكم كيف بعد ده إلا يجيكم في “لاهاي” ويقلع منها وعينكم تعاين!! والعصفور الثاني اقتصادي هام وإستراتيجي، والزيارة أفرزت اتفاقيات مهمة على مستوى الطيران وعلى مستوى الاتصالات وعلى مستوى النقل البري (وما خفي أعظم) وكلها برأيي اتفاقيات تنصب لمصلحة المواطن فقط لو أنها ذهبت في المسار الذي يفترض أن تذهب منه وفقط لو أنها وجدت المتابعة والتنفيذ بكامل الشفافية والدقة والاحترافية، ولأن هذه الاتفاقيات تحدت الحصار الأمريكي الجائر فإنها تستحق أن نضعها في خانة التحدي لموقعيها حتى تنزل إلى أرض الواقع بشريات وخيراً يشعر به المواطن السوداني على المدى القريب والمدى البعيد، لذلك على القيادة السياسية وأعني الأخ الرئيس شخصياً أن يتولى وبصورة خاصة متابعة ما أثمرت عنه اتفاقيات “بكين” ومن يتخاذل أو يتقاعس أو يتهاون في تنفيذها فهو ليس جديراً بالمقعد الذي يجلس عليه.
ودعوني أقول إن رحلة الأخ الرئيس إلى “بكين” كسرت الكبرياء الأمريكي الأجوف وحطمت خيال المآتة الذي يلبس طاقية (الكاوبوي)، وظلت أمريكا تنصب نفسها شرطياً وهي أكبر وأول خارج على القانون، وظلت تدعي أنها حامية للعدالة وهي من استباحت أمن الشعوب وروعت استقرارها وطمأنينتها. فالتحية للأخ الذي ظل وطوال السنوات الأخيرة الماضية يحرص على المشاركات الخارجية ليرسل للعالم إشارات ودلالات فحواها ومعناها أن الإرادة السودانية لا تقهر، وهي مواقف سيسجلها التاريخ بمداد من نور، لكن الأهم عندي أن هذه الرحلة تحديداً حققت غاياتها وأهدافها بمكتسبات اقتصادية سترسم المشهد العام للتطور الذي تنتظره حتى تتنزل إلى أرض الواقع. وكم أرجو ألا تخيب آمالنا أو تتراجع طموحاتنا وأحلامنا وألا يحبطنا أي محبط أو متقاعس، وتصبح هذه الرحلة فاتحة خير لتليها رحلات أخرى إلى رحاب العالم الحر الذي لم تكبله تبعية للأمريكان. ولنجعل من دول كثيرة كسرت هذا الصنم قدوة لنا في التعامل مع رعاة البقر، وها هي كوبا تكسر تلك الأنفة وتشب عن الطوق وبعدها فنزويلا التي جعلت من الكبرياء الأمريكي قصة غارقة في الخيال واللا واقعية، لذلك وحتى نجفف كل ذلك لابد من أن يوازي العمل والحراك الخارجي عمل وحراك داخلي بالقضاء على الفساد والمحاباة، وأن نتوجه جميعنا بالعمل صادقين لوجه الوطن. صحيح المسألة ليست سهلة لكنها ممكنة إن خلصت النوايا واتحدت القلوب وتشابكت الأيدي.
{ كلمة عزيزة
الغريبة رغم أن بحري لا يتولى أمرها معتمد بعد إعفاء المعتمد السابق وضبابية موقف المعتمد الجديد، لكنني ألاحظ نشاطاً غير معهود في النظافة على مستوى شوارع المدينة عامة، وهو حراك لافت لم نتعوده في السابق، إذن من يقف خلف هذه الحملات التي لابد أن شخصاً ما أو إدارة ما تتابع هذا النشاط وتقف عليه شوفوا لينا بالله عليكم الزول ده منو وحملوه هذا الملف المهم لأنه راجل شايف شغله.
{ كلمة أعز
ظللنا نسمع طوال الفترة الماضية ومن لسان وزراء تصاريح وأقوالاً تدخل في خانة الخطر يعني مثلاً وزير يقول إن هناك مافيا تعطل قانون التبغ، آخر يقول إن هناك جهات تبيع عقاقير طبية فاسدة، فهل هذا الحديث بالدلائل والبراهين أم أنها مجرد ادعاءات واجتهادات، طيب منتظرين منوا يلقي القبض على الفاعل ويحاكمه، متى نسمع أن الجهة الفلانية ارتكبت الخطأ الفلاني وتمت محاكمتها حتى متى ستظل مجرد اتهامات مرسلة وضعيفة من جهات ذات وزن ثقيل.