جعفر عباس

آخرتها خنزرونا!!


قال فريق من علماء الأنثروبولوجيا إن الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى هم نسل آدم وحواء الأصليين، وكان لذلك وقع خاص لدي بوصفي ناطقا باسم النوبيين والأثيوبيين والحوتيين* والطوارق والهوتو والزولو والتوتسي والبيبس، ولكن ماذا أفعل في الإمبريالية العالمية التي ظلت تستهدفني وتجهض تطلعاتي. (الحوتيون نفر من السودان من عشاق مطرب راحل اسمه محمود عبد العزيز الذي كان يلقب ب«الحوت»).
يوم الأحد الماضي طرحت علينا «الصنداي تايمز» (لعن الله حاملها وشاريها) بتقرير يقول إن الكائن الذي انحدر منه الإنسان «خنزير» كان يعيش في صحراء جنوب إفريقيا في العصر ما قبل الجيوراسي. يعني قالوا جدكم كان قردا فسكتنا على مضض، ولكن «خنزير».. لا هذه كثيرة وكبيرة Too Much.. هل يستطيع أحدكم أن يقنعني أن جدة ليلى علوي وباميلا أندرسون «خنزيرة»؟ مستحيل.. بالطبع هذا لا ينفي أن بعض الناس «خنازير» حتى إن كان أسلافهم «أولاد ناس».
يعني لو ترددت مثل هذه المزاعم بعد ألف سنة وذكر العلماء وقتها أنهم عثروا على أحفوريات في بريطانيا تدل على أن أصل الإنسان «خروف» لكان ذلك معقولا، لأن الجماعة الذين عملوا على استنساخ أول كائن حي (النعجة دوللي). والجماعة التي تعمل على زرع جينات بشرية في النعاج والخنازير، لن يتوقفوا قبل أن ينتجوا كائنا هجينا تغلب عليه صفات وخصائص النعاج. ولعلكم تذكرون الجهود الخيرة التي قام بها مواطن يمني لتزويج كبشه بالآنسة دوللي واتصالاته بالمسؤولين الدوليين والسفراء الأجانب في صنعاء لإتمام تلك الزيجة.. ولكن ماذا نفعل مع الغرب المتغطرس.. لقد رفضت دوللي الكبش اليمني بحجة أنه لا يجيد الانجليزية وأنه غير كفء! وواقع الأمر أن دوللي عنصرية مثل أسيادها، ورفضت الخروف الصنعاني لأنه أسمر البشرة.
على كل حال دوللي هي الخاسرة، فلو أتت لتعيش بين ظهرانينا لما أحست بالغربة أو أي نوع من التمييز، لأنها كانت ستجد نفسها محاطة بملايين «النعاج» الوديعة التي تأكل التبن وتساق إلى حتوفها من دون أن تقول «بغم» نعاج مبرمجة بحيث لا تخرج من زرائبها حتى لو تركوا لها الأبواب مفتوحة.. بل إن دوللي كانت ستحظى بمعاملة خاصة، لأن النعاج عندنا وأسيادها ضعيفون أمام كل ما هو أوروبي.. عندنا يتبجح زيد أو عبيد بأن كلبه من هولندا.. طيب وأنا كلبي من أم درمان وينبح.. ويتبول على عمود الكهرباء كما الهولندي.. على كل حال سأصطحب كلبي معي إلى أمريكا بعدما تعطيني «القرعة» البطاقة الخضراء.. وهناك في أمريكا سأقوم باستنساخ كلاب كثيرة منه وإعادتها إلى الوطن العربي لتنهش لحوم النعاج الوديعة.
وإذا لم تأخذني القرعة إلى أمريكا فلربما أذهب إلى إسرائيل (الكيان الصهيوني سابقًا)، لأعيش في أمن وسلام في منطقة الجليل بالتحديد، حيث أقام المهاريشي يوغي قرية ضخمة «للتأمل» تتسع لسبعة آلاف شخص سيتعلمون «قتل العداوة بدلاً من قتل العدو»، وتقول وكالات الأنباء أن هذه القرية ستكون أجمل من أوسلو.
ويطيب لي كشخص مجبول على عمل الخير أن أبشر الإخوة الفلسطينيين بأن جميع مشاكلهم ستحل بقيام هذه القرية التي سيكون اسمها الرسمي «حكومة واحدة لعالم واحد».. يعني لا معنى للاستمرار في المطالبة بجلاء الإسرائيليين عن الضفة الغربية لأن الحالة ستصبح «واحدة».. ثم أن فلسطينيي الشتات الداخلي والخارجي يخضعون الآن لأكثر من ستين حكومة وسلطة.. ولكنهم وفي تلك القرية سيخضعون لحجة السلام مهاريشي يوغي وحده.
إلى عهد قريب كان اسمه يوحي بأنه شخصية في أفلام الرسوم المتحركة، تماما كما كنت أعتقد أن «الأوزون» من أمراض القولون، في حين أن ابنتي كانت تقول إنه اسم فرقة موسيقية.

jafabbas19@gmail.com