عبد الجليل سليمان

شنبان في عمود واحد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمح لي أستاذ عبد الجليل بأن (أستولي) على جزء من مساحتك كوني من قرائك المداومين، وهذا حقي، أليس كذلك؟
أعتقد أنك ستسمح لي، وإلا لما كتبت إليك: أنني ومن مساحتك هذه، أشيد بضربة البداية التي أطلقها معتمد الخرطوم الجديد الفريق (أحمد أبو شنب)، في ما يخص تنظيم وترتيب مواقف المواصلات العمومية، لكن قبل أن أفصل وأغوص في الموضوع، دعني أؤشر إلى (حتة مهمة)، وهي أن الرجل لم يطلب أموالاً لإنشاء (مواقف) إضافية، بل أعاد ترتيب وتنظيم المُتاح منها، وهذا يشير إلى أن ما يسميه المواطنون بـ (مأكلة) ترحيل المواقف من مكان إلى مكان، قد ولى عهدها، والحمد لله رب العالمين.
نظر أبو شنب إلى المتاح، فوجد ثلاثة مواقف: الاستاد وشروني والسكة حديدـ فوزع عليها خطوط المواصلات بطريقة عادلة، ثم خصصت بصات حكومية مجانية لنقل المواطنين بين هذه المواقف، وإن كان عددها غير كافٍ، لكنها خطوة في الطريق الصحيح، خاصة وأنها تحمل في طياتها إشارات واضحة بأن الحكومة مستعدة لحمل بعض الأعباء عن المواطن، حتى ولو جزء غير منظور منها، مثل ما أشرت إليه سلفاً.
الأهم من كل ذلك، هو إعلان المعتمد أبو شنب، إنشاء (1845) محطة انتظار للركاب، وتهديده لموظفي المحليات بأن “أي زول يشيل قروش من مواطن ويختها في جيبو، ما ح يعمل معانا يوم واحد”، وأنه يجب أن يكون التعامل مع المواطن بأخلاق، لا يحوي اعترافاً بأن الفساد كان مستشرياً داخل منظومة موظفي المحليات فحسب، بل فيه إعمال لمبدأ القانون والشفافية وطمأنة للمواطن بأن حقة لن يضيع سدى، وأن عليه أن لا يدفع مليماً واحداً لموظف فاسد نظير خدمة هي حقة القانوني كون دافع ضرائب ومواطن في الدولة.
وسأكون شاكراً لك يا أستاذ عبد الجليل، إذا نشرت هذه الملاحظات، ولن أكون عاتباً عليك إذا ما رميتها في سلة المهملات.
أخوك/ إبراهيم الطاهر أبو شنب، وبالمناسبة دي ما عندها أي علاقة ولا معرفة ولا عايزه ذاتو، مع الأخ المعتمد، سدَّد الله رميه.
تعليق:
شكراً لأبي شنب على هذه الإيضاحات الرائعة، وعلى خفة دمه (كمان)، وها أنا أنشر رسالته (بضبانتها)، رغم أنني ترددت كثيراً بادئ الأمر كون (الحصة الأولى) قد لا تحتمل (شنبان) بهذا الحجم، لكنني قلت في سري (انشر ياعم) فإذا تطايبت النفوس (العمود) يشيل مية شنب.
دعونا من هذا، وإليكم الحقيقة عارية كما ولدتها أمها، ما يخطط له المعتمد الجديد أمر يستحق التشجيع لا شك، وما أبداه من رغبة في العمل الدؤوب ومحاربة المفسدين، ينبغي أن نقف عنده، لكن تظل الحقيقة دائماً (واقفة في الحلق) (شوكة حوت)، لتخبرنا بأن كل هذه النوايا الحسنة والخطط المثالية لن تنجح ما لم تقف خلفها إرادة سياسية قوية. واسألوني بعد حين.