سعد الدين إبراهيم

مع أنهم بشر


إخوة سيدنا “يوسف” عليه السلام افتروا على الذئب وزعموا لأبيهم أنه أكله الآن أيضاً في العصر الحديث نفتري على الذئب فقد قرأت في أخبار الجريمة.. عن معتدٍ أغتصب امرأة.. فوصفه المحرر بالذئب البشري.. فتساءلت هل حقاً التشبيه في محله.. هل الذئب يفعل ذلك.. عندما راجعت الأمر وجدت أن الذئاب مظلومة في هذا التشبيه إذ عرفت أن الذئب لا يسعى إلى أنثاه إلا مرة واحدة في السنة وهي موسم الإخصاب عنده..إذاً فتشبيه المغتصب (بالذئب) لا يستقيم مع عفة الذئب وعدم اهتمامه بالجنس إلا مرة واحدة في العام وليس بغرض الاستمتاع أو الشهوة إنما للمحافظة على النوع من الانقراض..
عدت إلى ما درجنا على تشبيه الحيوانات بسلوك بعض البشر.. وتساءلت هل المكر الذي ينسب إلى الثعلب فيه افتراء عليه.. بيد أنني عرفت في تشبيه الدموع الخائنة بدموع التماسيح ليس في محله فالتماسيح لا تبكي إنما ما يرى على عينها هو الماء بحسب أنها كائنات تعيش في الماء.. وبمناسبة التماسيح وما بثته السلطات عن وجود تماسيح في النيل الأبيض فقد حدثني صديق أنه سأل عدداً من الصائدين عن صحة وجود التماسيح فقالوا له: أهو داك واحد.. وأشاروا إلى جهة في النهر.. وسألهم ألا تخشونه فقالوا له هذه (تماسيح سمك) لا تعتدي على الفرائس من الإنسان والحيوان إلا في ضرورة قصوى حين تكون جائعة.. ولا أدري صحة ذلك من عدم صحته.. لكنها معلومة شفاهية لن أعمل بها على كل حال..
هنالك أيضاً عدوان على الضب حسب مقولة الضب خصيم الرب وقد فند الدكتور “محمد عبد الله الريح” عدم صحة ذلك الزعم، وأن المقولة فيها افتراء على الضب وأنه مفيد للبيئة لالتهامه لحشرات ضارة أو كما قال..
يغضب البعض عندما يشبه بالكلب أو ابنه مع أن الكلب يتمتع بخواص ايجابية أهمها الوفاء .. مع أن البعض درج على الاعتزاز بالفهلوة واللعب بالبيضة والحجر فيشبه نفسه قائلاً : أنا ابن كلب عديل في الحاجات دي.. وهنالك تشبيهات مقبولة مثل أن الجمل مابشوف عوجة رقبتو .. فحتى إن رأى صورته في الماء وهو يشرب فلن يرى عوجة رقبتو .. إلا إذا كان ينظر إلى مرآة بطوله .. أيضاً تقبل مقولة ابن الفار حفار فهي في الطبيعة ويماثلها ود الوز عوام .. والفي والدك يقالدك .. حيوانات كثيرة نشبه بها بعض سلوكياتها كذلك حشرات مثل (القراد) فيقولون (دمو قرادة) للثقيل ويقولون زي العقرب يلدغ ويلبد.. بجانب التمساح وجد (الحوت) مكانه في التشبيه للذي يأكل أقرانه .. ربما لقب فنان الشباب الراحل “محمود عبد العزيز” بالحوت لأنه قضى على اقرأنه من المغنين الشباب وتحكر وحده على القمة.
الحمار طبعاً أكثر الحيوانات ظلماً إذ يوصف بالبلادة لكننا نتفق مع أن صوته من أنكر الأصوات حسبما جاء في القرآن الكريم .. لكنه على كل حال ليس بليداً وقد وصفه الراحل المقيم دكتور “عوض دكام” بأنه صاحب أجمل أسنان .. وأن مقولة الأطفال حين تسقط أسنانهم ويرمونها قصاد عين الشمس ويقولون هاك سن الحمار أديني سن الغزال لا يستقيم