ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺭﻣﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻬﺎﻭﻥ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻤﺒﺎﻥ
ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺣﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻮﺍ ﻷﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺷﺢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﺭﺓ ﺛﻢ ﺃﺿﺤﻰ ﻋﺪﻣﺎ، ﻟﻢ ﻳﻘﻄﻌﻮﺍ ﻭﻻ ﻋﻨﻘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﺠﻤﻬﺮﻭﺍ ﻭﻗﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﺰﻟﻂ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﻣﺲ، ﻭﻳﺎ ﺭﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻙ ﺭﻭﺡ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﻳُﻔﻌﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓُﻌﻞ ﺑﻬﻢ .
ﻗﺪ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻧﺔ ﻭﻓﻼﻧﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ ﺻﺤﻔﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﻗﻤﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺣﻈﺮ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﻌﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﺗُﻮﺍﺟﻪ ﺗﻈﺎﻫﺮﺓ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﻠﺔ، ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﺮﻳﺎﺕ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﻗﺎﺕ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺧﻴﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺰﻣﻊ، ﻭﻻ ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺄﻥ ﻋﻮﺍﺋﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻻ ﻧﺎﺩﺕ ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻄﺎﻟﻰ، ﻭﻻ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺎﺑﺪﻩ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻮﻱ ﺑﻨﺎﺭﻫﺎ
ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﺑﻨﻚ، ﻭﻻ .. ﻭﻻ .. ﻭﻻ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﻭﺿﻮﺍﺋﻖ ﻧﺎﺀ ﺑﺤﻤﻠﻬﺎ ﻛﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻐﻠﺒﺎﻥ .
ﻓﻘﻂ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻣﺠﺮﺩ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﺎﺀ ﺗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻭﺗُﺬﻫﺐ ﺍﻟﻈﻤﺄ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗُﺴﻴّﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﺑﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻔﺖ، ﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﻤﻄﺮﻫﻢ ﺑﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻣﻮﻉ، ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻣﺂﻗﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺃﻑ ﺑﺤﺎﻟﻬﻢ ﻓﺘﺴﻌﻔﻬﻢ ﺑﺠﺮﻋﺎﺕ ﻣﺎﺀ ﻻ ﺃﻥ ﺗﻘﺬﻓﻬﻢ ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﻕ .
ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻘﻬﺎ ﻧﻴﻼﻥ ﻭﻧﻬﺮ، ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﻌﺜﺮ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻝٍ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻝٍ، ﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻫﻴﺪﺭﻭﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺃﻡ ﻷﺧﺮﻯ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺗﻤﻮﻳﻠﻴﺔ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺘﻠﻚ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﺗﺒﺮﺉ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮﺯﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺮﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺳﺨﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ، ﻓﻠﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻲ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻘﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ، ﻓﻼ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﻻ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺣﻴﻮﻱ، ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﻟﻦ ﻳﺤﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻬﺎﻭﻥ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺒﻤﺒﺎﻥ