صلاح حبيب

الخرطوم تغرق والمحليات نائمة في العسل!!

بعد التشكيل الوزاري وإعلان الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم، قلنا في هذه الزاوية وبعد يوم واحد تقريباً من تشكيل الحكومة وهطول الأمطار، قلنا هل تفضح الأمطار الحكومة الجديدة، ولكن لم نسمع رداً من الولاية بأنهم عملوا كل استعداداتهم لمواجهة فصل الخريف وهو في نهاياته، لم نتلقَّ رداً يدحض ما قلناه. وها هي الأمطار تهطل لساعات طويلة تعم كل الولاية وقد امتلأت الطرقات بكميات كبيرة ولم نشاهد مصرفاً واحداً تتدفق منه المياه، فمعظم المياه في الطرقات والأزقة.. شاهدنا منظر تلك المياه وقد غمرت الأحياء وطرق الإسفلت من الثورة حتى مقر عملنا في الخرطوم. لم نشاهد آليات ولا عربات شفط ولا عمال الولاية وهم يحملون آلياتهم للمساهمة في تصريف مياه الأمطار، لقد شاهدنا بعض المواطنين وهم يحاولون تصريف المياه من أمام منازلهم أو دفعها إلى المجاري المغلقة.
إن ولاية الخرطوم تفشل دائماً في موسم الأمطار ونذكر حينما وجه الدكتور “عبد الحليم إسماعيل المتعافي” والي الخرطوم الأسبق بالسؤال عن الأمطار والاستعدادات، قال قولته الشهيرة ما هي مطرة مطرتين، ولكن منذ حديث الوالي السابق والولاية كما هي لم يحدث فيها أي تغيير ولم نشاهد جديداً في فصل الخريف، منذ أن غادر”المتعافي” الولاية وجاء الدكتور “الخضر” وقضى فترة وذهب. وها هو الفريق “عبد الرحيم” والي الولاية الجديد وقد استقبلته ثلاث مطرات تقريباً منذ أن شكل حكومته. ولكن الحال يا هو نفس الحال الطرقات مليئة بمياه الأمطار ولا ندري ماذا يريد السيد الوالي من أولئك العاملين المسؤولين عن الرافعات واللودرات والكراكات وعربات الشفط، ألم يكن هذا يومها وهذا يوم حوبتها.. أين تقبع تلك الآليات وماذا تعمل بها الولاية إذا لم تستخدمها في تسوية الطرقات وشفط المياه التي غمرت معظم الطرقات، ألم تستجلب تلك الآليات لشق مصارف المياه وتسوية الطرقات. حينما كنا صغاراً كانت الكراكات تجوب معظم طرق المدينة تعمل على تسوية الطرق وتفتح المجاري، ولكن أربعين سنة تقريباً ولم نشاهد كراكة تدخل الأحياء لتسوية الطرق وحتى العاملين في تلك الكراكات إذا ذهبت للعامل وأردت أن يذهب معك، فلابد أن تدفع له رغم أن المحلية هي المسؤولة عن ذلك.. كل عمل أصبح مصحوباً بالدفع ويا ريت لو قاموا بعمل جيد حتى يدفع لهم أو يتم تحفيزهم.. فلو كنت محل والي ولاية الخرطوم لسرحتهم جميعاً واستعنت بعمال خلال موسم الخريف، فقط بدلاً من دفع مرتبات شهرية وبدلات وحوافز وبدل وجبة وغير ذلك.. أعجبني معتمد الخرطوم الفريق “أبو شنب” في نظافة السوق العربي إن شاء الله ما تفتر همته.