تطير عيشتنا!!
ما عاد المشهد يثير الدهشة أو لعله أصبح مكرراً لدرجة لا تدعو حتى للمشاهدة ونحن نشاهد والي الخرطوم الجديد في نفس الحتة وفي نفس الزمان (مشمر) عن بنطاله، كما ذات الفعل، الذي قام به الوالي السابق وهو (مشمر) وخائض في مياه الأمطار. الغريبة أن اللقطة تكررت بشكل يعجز عن تقليده أبرع الرسامين. والوقفة يا ها ذاتا الوقفة! والموية يا ها ذاتا الموية! والعجيب أن المعتمد هو ذات المعتمد! والوجوه ذات الوجوه! ليتبادر إلى أذهاننا حتى متى سيظل الحال كما هو عليه؟ وهل مشكلتنا هي في تغيير الوجوه أم أنها في تغيير السياسات واللا يغيرونا نحن ذاتنا، الذين سئمنا مشاهدة الفلم بجمهور جديد يبدأ المتابعة ومن ثم التكرار!! أعتقد أن مطرة أمبارح قد نسفت تماماً كل فرضيات أن هذه الحكومة تقوم على مؤسسات ومؤسسية، ولا تتأثر بتغيير المسؤولين، ولاة كانوا أو وزراء، إذ يفترض مثلاً أن وزارة التخطيط أو وزارة البني التحتية التي تضم جيوشاً جرارة من الموظفين والمديرين والمهندسين والخبراء والاستشاريين، يفترض أنها المعنية بوضع الخطط وتنفيذها وفق رؤى علمية لا تتأثر بقدوم فلان أو ذهاب علان، والأمر ذاته يفترض أن ينطبق على المحليات التي لا أظن أن مهمتها ووظيفتها أن (تنساق) وراء المعتمد فقط بالصفقة والتأييد، إذ يفترض أن بها من يقوم بوضع كل الأسس للأفكار وتنفيذها، ومن ثم يضع المسؤول اللي هو المعتمد اللمسة الأخيرة إشرافاً ومتابعة.. لكن الواضح كده أن كل هؤلاء (مالهومش) لازمة بدلالة أن الحال هو ذات الحال بذهاب حكومات بكاملها ومجيء أخرى محلها!!
بصراحة لو كنت مكان السيد الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” لتابعت الموقف من مكتبي أو على الأقل دون ضوضاء وإعلام وتصوير، لأن تكرار وقوفه وخوضه في المياه بذات الكيفية وذات السيناريو للوالي السابق “الخضر” لعبث ما فيه الكفاية من الإشارات السالبة والمحبطة بأنه ما أشبه الليلة بالبارحة، وببكرة كمان، بل أكد أن الوزراء الذين جددت فيهم الثقة والمعتمدين زي وزير البنية التحتية ومعتمد أم بدة ما كان تجديد الثقة فيهم واستمرارهم في محله، لأنه المعتمد الذي تكررت ذات المشكلة في عهده بذات الكيفية بعد تسعة شهور كاملة دون أن يجد حلاً هو بالتأكيد قد فشل في مهمته، والمنطقي أن يحل محله من هو أقدر وأجدر بتغيير وجه الفشل القبيح، والوزير الذي تكررت المشكلة في عهده مش لأنه معدل الأمطار قد زاد (أو هجمتنا) بمقدار أكبر ولكن لأن المصارف لم تنفذ بالشكل العلمي السليم أو أنه أصلاً لم توضع لها إستراتيجية تواكب شكل الولاية وتمددها. الجديد هو وزير فاشل كان ينبغي أن يذهب ليأتي غيره فربما يحرك الساكن من جمود وزارته، ويحرك الأصنام التي ما عادت حريصة على ابتكار الجديد حتى لا تتكرر المشكلة.
في كل الأحوال أصابني منظر الوالي وهو يخوض في المياه بكثير من الإحباط ليدور في رأسي السؤال الصعب يا ربي البغير حالنا شنو (تطير عيشتنا).
{ كلمة عزيزة
أصدر السيد والي الخرطوم قراراً بتكوين لجنة لوضع الخطط الإستراتيجية لولاية الخرطوم من العام 2015م، حتى العام 2030م، ولا أدري ما هي علاقة هذه اللجنة بوزارة التخطيط الإستراتيجي لولاية الخرطوم، هل هي علاقة تكاملية أم أنها علاقة تتداخل في الاختصاصات أو أجيكم من الآخر كده ما لازمة تكوين لجنة للتخطيط الإستراتيجي في وجود وزارة معنية بهذا العمل أفتونا يا أهل الله.
{ كلمة أعز
والمطرة تضرب الخرطوم ضرباً برز إلى الشاشة مذيع فضائية الخرطوم في لقاءات صباحية من الشارع العام ليستطلع المشاهدين عن تأثير الجو الجميل في حياتهم، يا ولدنا جو جميل شنو والخرطوم غرقانة في شبر موية أليست هذه الفضائية معنية بنقل هموم الخرطوم الولاية ومشاكلها أم أنها في العهد الجديد غيرت من سياستها!!