صورتك !!
*ابن دفعتنا بثانوية حلفا عبد الله الصافي هو الذي لفت نظري إلى (الصورة)..
*الصورة الصحفية المرافقة لأعمدة ومقالات وتحقيقات الكتاب والمحررين..
*فهو لديه فلسفة ذات بعد (نفسي) عن سبر أغوار الكاتب من خلال صورته..
*بمعنى أنه يمكنك أن (تقرأ) الكاتب عبر (قراءتك) لما ينشره في الصحف..
*تقرأ (نفسياته) تماماً كما يفعل المحلل النفساني مع مريضٍ على الأريكة..
*وبالمناسبة ؛ نحن نفتقر في السودان إلى التحليل النفسي على النمط (الفرويدي)..
*أي محاولة العلاج (عن بعد) – بواسطة تداعي المعاني – دون المساس بجسد المريض..
*يعني لا كهرباء لا حقن لا عقاقير إلا في حالات الخلل العقلي (العضوي)..
*وفي (تخريمة) أخرى أقول إن الصافي هذا هو محامٍ إسلامي الآن بعد أن كان يسارياً..
*وكان أول الفصل – دوماً – بما حباه الله من ذكاء مع موهبة الحفظ..
*المهم أن فلسفة الصافي تتلخص في فضح صورة الكاتب لشخصيته..
*فإن كان يضع يده أسفل ذقنه – مثلاً – فهو (سطحي) يدعي (التعمق)..
*وإن كان يرفع أصبه بمحاذاة خده – ملامساً له- فهو (عاشق لذاته)..
*وإن كان يُظهر جانب وجهه – وهو ينظر بعيداً – فإنه (منفصم عن الواقع)..
*وإن كان أمامه (مايك) – كأنه يتحدث عبره – فهو (مهووس بحب الظهور)..
*وإن كانت ربطة عنقه تبدو في الصورة فهو يسعى لـ(اكتساب الشخصية)..
*وإن كانت- الكاتبة- تتعمد الابتسام والنظر بطرف العين فهي (عاجباها روحها)..
*وإن كانت تُكثر من الـ(فوتو شوب) فهي تحاول إخفاء (حقيقة عمرها)..
*وإن كان وجهها نحو الأعلى قليلاً – والعين على الكاميرا – فإنها (مدعية)..
*عدا الحالات هذه فإن الصورة لا تحوي أبعاداً نفسية تحتاج إلى (تحليل)..
*ولا أدري لم حصر الصافي (فلسفته) هذه على صور الصحفيين وحدهم..
*فبما أنه سياسي فقد كنت اتوقع منه (تحليلاً) مشابهاً لصور السياسيين..
*فمن المعروف أن زعماء عالمنا الثالث – الشمولي- لا (يكبرون) أبداً..
*فصورهم المبثوثة في كل مكان لا تُظهرهم إلا كيوم استلامهم السلطة..
*ولولا الحياء – ربما – لأظهرتهم كيوم (ولدتهم أمهاتهم!!).
الصيحة