زاهر بخيت الفكي

لمن السودان ..يا هؤلاء..؟

تباً للخلافات والصراعات ..
تباً للأنانية ولأهلها..
لم يكن السودان يوماً ملكاً لأحد ولن يكون ، وطن واسع شاسع يجب أن يسعنا جميعاً بلا استثناء ، وطن يجب أن تتساوى فيه حقوقنا والواجبات وتظل الشراكة قائمة فيه بين أفراده ما داموا هم على أرضه وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ، وطن يجب أن تُؤدى فيه الواجبات على وجهها الأكمل وتُعطى فيه الحقوق كاملة غير منقوصة ، وطن لا فضل فيه لأحد على الآخر إلا لمن وهب فيه الوطن وأهله من العطاء ما يستحق عليه التمييز ..
سيظل وطناً للجميع ينعمون بما فيه من خيراتٍ ظاهرة ومخبوءة فى داخل أراضيه رُبما يُقيض لها الله من يستخرجها ، نُريده وطناً يجمعنا مادُمنا نحن أصحابه رغم أنف الأنظمة والكيانات الحزبية الكبيرة ومن هم على رأسها ومحاولاتهم المستميتة فى جعله ملكاً لهم يستمتعون بما فيه ويرمون بفتات موائدهم لمن يتبعهم ، موارد هائلة كانت جاءت فى زمانٍ غير هذا لم تُستثمر كما ينبغى لها احدثت ضجيجاً أصمّ الآذان وجعجعة لم يأكل منها المواطن طحيناً وكل الطحين استأثر به البعض ..
وبعضها إلى الحروب والنزاعات ذهب..
ما عاد المواطن فى يومنا هذا ينتظر أن تُقدم له الدولة دعماً مادياً يُعينه على مستلزماته الحياتية العصية ، لا ولم يحلم يوماً كذلك بأموال ربما تنهال عليه من خزائن الدولة وبلا مقابل ولكن ينتظر منها كما كل دول العالم أن تعود عليه هذه الموارد كخدمات مدعومة يُستفاد منها ، خدمات بكل أنواعها حتى الترفيهية لا الضرورية فقط وهكذا يستمتع غيرنا بمواردهم ، لسنا مثلهم نطمع فى رفاهية ولا دعم مالى تطيب به الحياة ، فقط ننتظر دعم الضروريات الواجب على الدولة دعمها من صحة وتعليم وخدمات أخرى أساسية..
كُلنا مع الاصلاح والتنمية الشاملة وضد الفساد والمفسدين..
ولكن من يُصلِح ومن يُحاسِب..؟
تردٍ طال كل مؤسساتنا الخدمية والصناعية بلا استثناء وفساد استشرى كان سبباً فى أن تُبطى عجلة الانتاج حتى توقفت تماماً ولا استقرار منشود ولا تنمية بلا انتاج ، ما عُدنا نأمل فى اصلاح يُفضى إلى سلام حقيقى تستقر به الأوضاع فى البلاد وينصلح به شأن العباد فى مستقبلنا القريب هذا ما لم نقضى على هذه الصراعات وأسبابها تماماً ونُخلص النوايا للتجرد من تلك الأنانية البغيضة ومداواة القلوب المريضة من البغضاء والكراهية وازالة ما بالناس من غبن ، ولن يتأتى ذلك إلا بمزيد من التواضع وركل الغرور الزائف والاعتراف التام بأن السودان ملك لكل الأطراف كبيرهم والصغير غنيهم والفقير ..
يكفى الناس ما هم فيه وما زالوا هم شُركاء فى وطن يسع الجميع..
إن صدقت النوايا..
والله المُستعان..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..