سلامة نظرك ..!!
:: أكرمنا الله وإياكم بالبصر والبصيرة.. يحتفل العالم – اليوم – باليوم العالمي للبصر..وللأسف نتجاهل بأن نعطي مثل هذا اليوم ما يستحق ، ولذلك يمضي كما جاء بلا حس أو أثر.. بارعون نحن – لدرجة الهوس – فقط في الإحتفال بذكرى إنقلاباتنا العسكرية رغم ما فيها من مواجع وخيبات، كذلك بارعون بالإحتفاء بعيد الحب..ولكن يوما صحيا وإنسانيا – كما اليوم العالمي للبصر- لايجد من مجتمعنا ونخبنا وساستنا وإعلامنا غير الجهل أو التجاهل..إلا من نفر قليل إختصهم الله بالوعي وقضاء حوائج الناس، وهم اليوم – كما كل الحال كل عام – من يحتفلون به في الخفاء، وما ضرهم ألا يعرفهم أحد..!!
:: فاليوم يبدأ الإحتفال باليوم العالمي للبصر بمسيرة يشارك فيها المكفوفين والأطباء والعاملين في مكافحة العمى، ويستمر الإحتفال شهراً..فالخميس القادم، 15 أكتوبر، بكل مشافي العيون، الكشف مجانا وكذلك الفحص.. ثم الخميس التالي، 22 أكتوبر، العلاج والفحص مجاناً بكل الدور الإيوائية (مسنين، مشردين، أطفال فاقدي السند).. وهي فرصة لتقصد العامة المشافي وتطمئن على سلامة الأبصار..ونأمل أن يجد الإعلان بمجانية الكشف والفحص مساحة واسعة في فضائياتنا وإذاعاتنا بحيث يعلم من لايعلم، وما أكثر الذين بحاجة إلى هذه المجانية في بلادنا..ويقول البروف كمال هاشم، مدير البرنامج القومي لمكافحة العمى : نريد بهذا الأسبوع المجاني لفت نظر الجميع إلى أسباب العمى في السودان، علما بأن المياه البيضاء – الكتراكت – تشكل ما نسبتها (55%) من كل الأسباب، ويمكن علاجها جراحياً..!!
:: كانت نسبة العمى في بلادنا (1.5%) حتى خواتيم العام 2003..ثم تدنت بفضل الله إلى (1%)، في العام 2010 ..ثم إلى (0.7%) ..والوصول بتلك النسبة الي ( 0.3%)، عند العام 2020، هي غاية البرنامج القومي لمكافحة العمى..ويقدر البرنامج عدد المكفوفين بسبب المياه البيضاء في البلاد ب(175 الف مواطن)، رغم أن المشافي تجري سنوياُ أكثر من (100 الف عملية مياه بيضاء)..وهذا يشير إلى ضرورة تأهيل مشافي العيون أو تأسيس أخريات بحيث تجري المزيد من عمليات المياه البيضاء، وتقي الآلاف من مخاطر العمى.. نأمل بذل المزيد من الجهد في مكافحة وعلاج المياه البيضاء، وخاصة وأن الدراسات تثبت أنها المدخل الرئيسي للعمى..!!
:: وقبل المياه البيضاء، كانت التراكوما تشكل سببا رئيسا للعمى حتى سبعينات القرن الفائت حسب رصد البرنامج..ولكن بدعم مقدر من منظمة منقذو البصر البريطانية نجح البرنامج في إجراء مسح شامل لهذا الداء، وتم تنفيذ بعض البرنامج بحيث يتم القضاء على التراكوما – بإذن العلي القدير – في نهاية هذا العام ..وكانت أبوحمد تشكل أكبر بؤر عمى الأنهار وتم القضاء عليه بدعم من مركز كارتر..ولاتزال مناطق مناطق القلابات والردوم وخور يابوس هي بؤر عمى الأنهار..ولايزال العمل يتواصل في تلك المناطق ..!!
:: وبالمناسبة، رغم تصدر الولايات قائمة العمى وأمراض العيون، فأن معظم مشافي العيون بالعاصمة..نهج الذين يرسمون الخارطة الصحية بالبلاد مصاب بقصر النظر..فالسواد الاعظم من أهل الأرياف لن يستفيدوا من خدمات هذا اليوم المجاني بسبب سوء تخطيط وتوزيع مشافي العيون..وليس بمدهش أن تصبح خور يابوس – وأخواتها الولائية – بؤرا لعمى الأنهار..فالمطلوب، حسب معيار منظمة الصحة العالمية، إختصاصي عيون لكل (1000 مواطن)، ومستشفى عيون لكل مليون مواطن..ولكن واقعنا يعكس وجود إختصاصي لكل (40.000 مواطن بالعاصمة)، وإختصاصي لكل (250.000 مواطن بالولايات)..وهي أرقام تؤكد بعدها عن المعيار العالمي..!!