صلاح الدين عووضة

الكلام (المُلبَّك)!!

*يقولون أن فلاناً هذا (تلبكت) معدته عقب الطعام..
*وأن ذاك أصابه (تلبك) معوي عقب سماعه خبر إقالته..
*وأن هذه شعرت بأن معدتها (ملبكة) عقب مشكلة مع زوجها..
*و(التلبك) هو عكس اليسر و السلاسة والبساطة والاندياح..
*وكمثال على الصفات الثانية هذه كلام الله في كتابه الكريم ..
*هو كذلك رغم نزوله في زمان (درير كخزروف الوليد أمرَّه)..
*فقد أراد الله له أن يكون (مهضوماً) لا يسبب (التلبك) العقلي..
*ومن ثم يبقى إلى حين قيام الساعة صالحاً لكل زمان ومكان..
*فالناس تطرب للسلاسة – في النظم والكلم والنثر- وتنفر من التعقيد..
*وفي الصحافة كان أنيس هو رائد مدرسة السهل الممتنع بعد تطويره لنهج التابعي..
*ومما يُحكى عنه أنه كان رافضاً لدرجة الدكتوراة رغم تفوقه الدراسي المشهود..
*فهو كان أول دفعته من لدن الابتدائي وإلى مرحلة الجامعة..
*بل وكان الأول على مستوى الجمهورية في امتحانات الشهادة الثانوية..
*وسبب (عقدته) من الدكتوراة هو ما ارتبط بها من (تعقيد) من قِبل حامليها..
*فقد رأى أنهم يميلون إلى التعقيد كي يُقال عنهم أنهم (فاهمون)..
*ولكنه ما كان يريد ألا يفهمه الناس- حتى العوام منهم- وإلا عد نفسه (فاشلاً)..
*فالنجاح هو القدرة على (تبسيط) الفكرة إلى الناس (كل الناس!!)..
*ولذلك نجح القرآن في أن يكون (مفهوماً) حتى لمن كان مثل أهلنا (الناطقين بغيرها)..
*وفي الفلسفة لم تنجح – على أرض الواقع- إلا الفلسفات غير ذات التعقيد..
*لم تنجح إلا فلسفة جون ديوي ووليم جيمس (البراغماتية العملية) في أمريكا..
*وكذلك نجحت أشعار أمثال إيليا أبي ماضي – الفصحى- ذات (العذوبة الواقعية)..
*وأيضاً كتابات أنصار مدرسة (السلاسة التعبيرية) في مجال الصحافة..
*فالإنسان ينفر – بفطرته السليمة – من كل ما يتسبب له في (التلبُّك)..
*سواء (التلبك) المعوي ، أو الذهني ، أو العاطفي ، أو البصري..
*وأنا شخصياً – كاتب هذه السطور- أنفر من غالب كتابات أصحاب حرف (الدال)..
*فهي تسبب لي من (التلبك العقلي) ما يسببه كلام بعض (منظراتية) الإنقاذ..
*سيما الذين يُسمون منهم (خبراء استراتيجيون!!!).
الصيحة

‫2 تعليقات

  1. الأخ عووضة،تحياتي،هؤلاء الخبراء الاستراتيجيون لا يفقهون طووط من سبحان الله،لذا أتحداهم جميعا للإجابة عن السؤال التالي(ما هي الغاية القومية لجمهورية السودان؟).شكرا اخي عووضة

  2. الحمد لله
    الاخ عووضة بدأ بنفسه . . اغلب كتاباتك لاتعبر عن قضية
    بل انت القضية . .