مصطفى أبو العزائم

غياب إيلا في يوم لا يحتمل الغياب!


(الغائب عذره معاه).. لكن غياب والي ولاية الجزيرة الدكتور محمد طاهر إيلا لم يكن مقبولاً بالنسبة لأبناء مدينتي (الهلالية والكاملين) صباح أمس يوم احتفالاتهم وكل أبناء وبنات الجزيرة بالملحمة (15) لافتتاحات المدن الجامعية والتي شهدت تدشين الصندوق القومي لرعاية الطلاب وعلى رأسه البروفيسور محمد عبد الله النقرابي لمدينة الشيخ الجيلاني عمر التاي الجامعية للطلاب- المدينة رقم 154- بالهلالية ومدينة ذات النطاقين الجامعية للطالبات- المدينة رقم 155- بالكاملين.
عرس مجتمعي ضخم وكبير كان يستحق مشاركة الوالي لكنه غاب وبعث بوزيرة التربية والتعليم بولاية الجزيرة الدكتورة نادية العقاب والتي شاركت أهالي المدينتين أفراحهم بهذا الانجاز العظيم, وأظنهم قد حفظوا لها هذا في دواخلهم عرفاناً وتقديراً وشكراً, رغم تأثرهم بغياب السيد الوالي غير المتوقع والذي استعد أهل المدينتين لاستقباله وهيأوا أنفسهم ليخطوا له في سجل انجازات تحسب له هذه الانجازات العظيمة التي بدأ العمل فيها منذ نحو عامين إلا قليلاً.
نعود للاحتفال الذي تحدث فيه داخل خيمته الرئيسية الأستاذ بابكر حسين كشك أمين الصندوق القومي لرعاية الطلاب بولاية الجزيرة , مشيداً بدور أهل الجزيرة الذين بذلوا الجهد والوقت والمال وأسهموا لاكمال هذه المنشآت الضخمة , وقد تلاه الدكتور محمود مهدي شريف مدير جامعة القرآن الكريم ثم معتمد محلية الكاملين الأستاذ عبد الله أحمد قسم الله فالبروفيسور النقرابي لتختتم الدكتورة نادية العقاب بكلمة ضافية أشادت فيها بالصندوق القومي لدعم الطلاب وما حققه قيام المدن الجامعية من استقرار لطلاب الولاية, وتناولت جوانب عديدة, مؤمنة على ما قال به البروفيسور النقرابي الذي أشار الى ان طلاب التعليم العالي بالولاية يصل عددهم الى الخمسين ألفا يستوعب الصندوق حوالي أربعة وعشرين ألفا من بينهم في المدن الجامعية.
وجرت مراسم تكريم لبعض الذين أسهموا في هذا العمل الكبير وكان التكريم الأعظم لأسرة الراحل المقيم الشيخ الجيلاني عمر التاي, ابن الهلالية والذي مثلها في أول برلمان حقق الاستقلال والذي أهدى قطعة أرض كبيرة لقيام هذا المشروع, وسبق له- رحمه الله- ان أوقف ثمانية دكاكين لجامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم الإسلامية في سوق الهلالية من حر ماله.
التحية لأهل الجزيرة وللصندوق القومي لرعاية الطلاب وقد شهدنا معهم يوم العرس العظيم ورأيناهم كيف كان البشر يعلو وجوههم فقد تحقق أحد أحلامهم القديمة.. ولازالوا يحلمون بالجديد.