جمال علي حسن

عساكم بخير ياوالي الخرطوم

حتى الجنين في بطن أمه حين يبلغ شهره السادس يبدو وكأنه إنسان مصغر مكتمل في هيئته العامة واضح الملامح وتصبح عظامه أقوى وأصلب.. لكن والي الخرطوم الجديد السيد عبد الرحيم محمد حسين وحتى هذه اللحظة لا تستطيع أجهزة الموجات الصوتية تشخيص نوع الجنين التنفيذي الذي تحمله حكومته .
عبد الرحيم محمد حسين ابن الإنقاذ وصاحب المقعد القديم في كابينة قيادتها لم يكن يحتاج كل هذا الوقت الذي استغرقه حتى الآن ليفهم مداخل ومخارج العمل في منصبه الجديد .
خمسة أشهر ونيف قضاها والي الخرطوم ولم تشهد ولا حتى تسديدة واحدة في المرمى.. خمسة أشهر تعادل ربع ساعة من زمن مباراة كرة قدم تكفي في عالم المستديرة لإصدار أحكام أولية على مسار المباراة وشكلها العام .
عبد الرحيم لا يزال يحتفظ بالكرة بعيداً عن دائرة الهجوم والتقدم نحو المرمى في مباراة صعبة ودقيقة من حيث التوقيت والظرف العام يخوضها في ولاية الخرطوم .
لا تزال أخبار الولاية تدور مضامينها بين اللقاءات المترفة والتوجيهات والتصريحات من شاكلة (أشاد سيادته بالعلاقات السودانية السلوفاكية) و(استقبل سعادته محافظ محافظة الكويت الزائر للخرطوم) و(أكد دعمه لاتحاد شباب ولاية الخرطوم) و(وجه أجهزة الولاية بمتابعة أعمال النظافة) .
لم أكن أتخيل أن يهمس مواطن الخرطوم بعد خمسة أشهر فقط من حكم الوالي عبد الرحيم يهمس بمقارنات بينه وبين الوالي السابق الدكتور عبد الرحمن الخضر ويرجح فيها كفة الخضر من حيث النشاط وإيقاع الحركة والتنفيذ وآفاق التخطيط .
لأنني كنت أعتبر أن الوالي السابق عبد الرحمن الخضر كان المتعافي بديناميكيته ونشاطه الكبير قد أتعبه كثيراً وصعب عليه مهمته.
لكن الواضح جداً أن الوالي عبد الرحيم محمد حسين لم يفعل شيئاً يذكر في ولاية الخرطوم حتى يومنا هذا، وحتى تلك الملفات الموصوفة بأنها ملفات متحركة نسبياً اختلفنا أو اتفقنا حولها لكنها ترتبط بعمل مستمر منذ ما قبل مجيء عبد الرحيم مثل ملف الصحة الذي لم يكن مأمون حميدة يحتاج فيه لوقت حتى يبدأ بداية جديدة مع تجديد التكليف له .
إيقاع العمل ليس مرضياً والمواطن لا تهمه علاقات السودان مع سلوفاكيا ولا يعرف مقر اتحاد شباب ولاية الخرطوم من الأساس، بل إنه لم يشعر حتى الآن بأن هناك أي جهد جديد يتم بخصوص الخدمات وحتى النظافة نفسها التي بدأ بها ولم تبدأ حتى الآن .
الحال العام في الولاية لا يبشر بخير بل هناك تراجعات ملحوظة على مستوى الأداء العام في كل شيء حتى شوارع الخرطوم لا تبدو عليها مظاهر الانضباط المروري .
هذه الحالة من التعطل تجعل هناك الكثير من التساؤلات التي يطرحها الشارع حول عدم تمكن الوالي الجديد من العثور على مفاتيح العمل حتى الآن، وتساؤلات أخرى حول مدى وجود انسجام وتنسيق وتعاون بين الطاقم الوزاري الجديد والمسؤولين التنفيذيين القدامى .
على والي الخرطوم السيد عبد الرحيم محمد حسين أن يدرك أن الإيقاع البطيئ في عمل الولاية هو حديث مجالس الخرطوم هذه الأيام.. وأن مواطن الخرطوم الذي طال انتظاره الصامت أمام مسرحكم لا يقبل إلا بعرض مقنع وعمل ملموس وهدف صائب في المرمى
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.