جمال علي حسن

وادي النيل.. حوار لطرد “العناكب”

[JUSTIFY]
وادي النيل.. حوار لطرد “العناكب”

نقاش متجدد يثار ويتكرر دائما: ما هي حقيقة العلاقة الشعبية بيننا وبين المصريين..؟!.. وهل الإحساس الحقيقي متطابق مع اللافتات وعبارات المجاملة المتبادلة؟.. هل نحن حقا شعب وادي النيل.. شعب واحد.. أشقاء وحبايب نتعامل مع بعضنا البعض بنوايا صافية نقية بيضاء مثل اللبن الحليب..؟!
وإذا كانت الإحابة: لا.. فما هي الأسباب؟ وهل هناك بالفعل حيثيات موضوعية تؤكد أن الكثير من السودانيين يحتفظون بشيء ما في نفوسهم بسبب مواقف أو أساليب أو حوادث ومحكات حدثت بينهم وبين الإخوة المصريين؟
هل العلاقة بين الجانبين، هي علاقة يعمها إحساس متكافئ من الطرفين تجاه بعضهما البعض؟ وهل حقيقة أنه لا توجد أية مبررات لبعض الأحاسيس السالبة عند السودانيين تجاه أشقاء الجغرافية والتأريخ شعب مصر الطيب المسالم؟.. هل هناك أجيال مظلومة تريد شكلا آخر من أشكال التواصل الحميم.. أكبر وأعمق؟
أسئلة كثيرة وملف حقيقي يجب الاعتراف بضرورة فتحه؛ ملف الإحساس الحقيقي بالعلاقات بين الشعبين السوداني والمصري..
لا أريد أن أقدم إجابات عن هذه الأسئلة، لكنني أتصور أنها أهم جدول أعمال يمكن كتابته لفتح حوار حقيقي بين الشباب والنخب الاجتماعية والثقافية في البلدين.. حوار شفاف يتم من خلاله إجراء فحص معملي محايد وموضوعي لشعارات (وحدة شعبي وادي النيل)..
فحص حقيقي لدرجة الاعتراف والاحترام والتقدير المتبادل من كل طرف لثقافة وتأريخ الطرف الآخر..
ثم يمضي هذا الفحص أو الحوار الجاد بين النخب الاجتماعية والثقافية للمرحلة الثانية والمتقدمة أكثر من الأولى وهي مرحلة المشتركات وأواصر التواصل الحقيقي بين الشعبين..
هل نحن فعلا شعب واحد اسمه شعب وادي النيل وبيننا بالفعل مشتركات تكفي للحديث عن أحلام واحدة ومصير مشترك؟
أم أن تلك الشعارات تتم استعارتها مثل (صيوان المناسبات) في الحي حين تكون هناك ضرورة لطلاء أزمة من الأزمات الموضوعية بطلاء عاطفي عالي وسريع التأثير..؟
هل فاتورة اللهث لإثبات وحدة شعب وادي النيل يدفعها السودانيون فقط في مقابل عبارات وجمل وكلمات من أحلى لسان في الدنيا، اللسان المصري؟..
نحتاج فعلا لهذا الحوار الشعبي بين شباب ونخب البلدين لنستجلي حقائق هذا الملف.. نحتاج لمكاشفة تأريخية حتى نحدد مسارات مستقبل العلاقات السودانية المصرية..
وقد يقول قائل إن هذا التوقيت ليس مناسبا بالنسبة للمصريين باعتبار ما تعج به ساحتهم من أحداث ساخنة، لكنني أرى العكس تماما، وأن هذا الحوار قد تأخر كثيرا ويجب أن يبدأ ويجب إخراج أي هواء ساخن في مرة واحدة بدلا عن اصطدامنا بين فترة وأخرى بتصريح أو تعريض أو إساءة تصدر من هنا أو هناك ثم تختفي النار تحت الرماد..
نريد حوارا شفافا عله ينتج ملامح دور إيجابي بين البلدين في شؤونهما الداخلية أو ينتج على الأقل وقاية لحدود البلدين من (عناكب) الشك وعدم الثقة في النوايا..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي