زاهية ومتميزة
قبل عام أو يزيد كنت استمع للدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة بالخارجية الإماراتية، في جلسة نقاش بأبو ظبي، ضمن مجموعة من الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم.
كان مفاجئاً بالنسبة لي أن الوزير تحدث عن علاقات دولته بمعظم دول العالم، ولم يذكر السودان من قريب أو بعيد، تصريحاً أو تلميحاً.
انتهزت فرصة فسألت الوزير عن علاقتهم بالسودان كانت الإجابة باقتضاب مع تركيز علي البعد التاريخي ودور السودانيين في تأسيس دولة الإمارات!
ولم يقترب دكتور أنور قرقاش من ملفات الحاضر.
لم أكتف بذلك، فعقب انتهاء الجلسة ذهبت إليه باحثاً عن إجابة لسؤال عن حاضر العلاقة بين البلدين.
لم أجد غير ما وجدت في المحاولة الأولي. وقتها وصلت لقناعة بأن علاقة البلدين في أسوأ أحوالها إلي درجة لا تحتمل حتي المجاملة المقتضبة.
قبل يومين وبعد مرور عام تكرر ذات اللقاء في نفس المناسبة مع ذات الشخصية وطرحت علي الوزير أنور قرقاش ذات السؤال القديم عن حاضر العلاقة.
هذه المرة كانت الإجابة بنصها وروحها مختلفة تماماً تحدث الوزير بود وترحاب كبيرين بزيارة الرئيس عمر البشير وقال إن العلاقة بين البلدين زاهية ومتميزة وإن السودان في موضعه الطبيعي والتقليدي في الوطن العربي.
في أكثر من مشاهدة وملاحظة ومقارنة بين زياراتي السابقة لدولة الإمارات وهذه الزيارة وضح لي أن لعلاقة بين البلدين عادت لتصبح في أفضل أحوالها، بعد المواقف الأخيرة للحكومة السودانية والتي توجت بالمشاركة في تحالف عاصفة الحزم.
في زيارة الرئيس البشير الحالية، كان الاستقبال والاحتفاء الرسمي فوق كل المعدلات المعروفة.
كان في مقدمة مستقبلية بالمطار ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد مقدر من قيادات الدولة.
الصحف الإماراتية التي تعودت علي وضع أخبار مثل هذه الزيارات في الصفحات الداخلية أفردت مساحة واسعة في صفحاتها الأولي لزيارة الرئيس البشير.
بعض من التقيت بهم من السودانيين في أبو ظبي، استمعت إليهم وهم يتحدثون برضا وسرور عن صدي المواقف الأخيرة للحكومة السودانية عليهم في دولة الإمارات وكيف قوبل وصول القوات السودانية المشاركة في عاصفة الحزم برحيب واحتفاء من قبل المواطنين الإماراتيين في مواقع التواصل الاجتماعي.