تنحُّوا إذاً !!
*صحيح إننا شعب كسول وعاطل ومستهلك..
*نحن تماماً مثلما وصفنا وزير المالية تبريراً لحالنا المتردي..
*وأزيده من الشعر أبياتاً وليس بيتاً واحداً..
*فنحن صرنا أيضاً (شتَّامين) بشكل فظيع..
*فما من موقع للتواصل الاجتماعي إلا ويعج بالشتم..
*نشتم يميناً وشمالاً ونحن متخفون وراء أسماء وهمية..
*لم نعد ننتقد – كما كنا سابقاً- بأدب وذوق و(فهم)..
*بل نشتم إلى حد نهش حتى الأعراض أحياناً..
*رغم إن أسَّ الخلاف سياسي أو رياضي أو فني..
*يعني هو شيء لا دخل للخصوصيات فيه..
*وصرنا – كذلك – ميالين لأخبار الفضائح..
*حاول أن ترصد عدد المتداخلين في خبر عن (فضيحةٍ) ما..
*ونعني هنا الأخبار المنقولة في مواقع إلكترونية..
*ستُفاجأ بأنه أضعاف عدد زائري الأخبار (الرصينة)..
*فالفضائح تنعش أرواحنا التي أنهكها (الجري وراء المعيشة)..
*وصرنا-أيضاً- ميالين إلى (الغث) من الشعر والأدب والغناء..
*وبفضل (فقر) ذائقتنا هذا (اغتنى) عديمو الموهبة..
*اغتنت حتى تلك التي لا يصلح غناؤها لـ(الحمَّام)..
*صرنا كذلك – وأكثر – يا وزير المالية..
*ولكن ماذا فيما يليكم أنتم كحكومة؟..
*أليست حكومتكم عاطلة – أيضاً – عن الإنتاج؟..
*أليست حكومة مترهلة تقتات على فقر الشعب المدقع؟..
*أليست هنالك وزارات وجودها من عدمها سيان؟..
*أليست هنالك وزارات تستحق أن تُدمج في أخرى؟..
*أليست هنالك وزارات لا يصح لها إلا مسمى (إدارة)؟..
*أليست هنالك وزارات (ترضيات) تنشطر عند كل (اتفاق)؟..
*أليست هي الحكومة (الأسمن) بين نظيراتها في العالم أجمع؟..
*فلماذا تريدون من (المحكومين) فقط أن يضحُّوا؟..
*ولا تضحُّون أنتم كحاكمين؟..
*فالشعب لم يبق لديه ما يجود به بعد أن بلغ (ميس) الفقر..
*ولكن الحكومة لديها مما تجود به الكثير..
*لديها وزارات- اتحادية وولائية – فائضة عن الحاجة..
*ولديها وزراء – ووزراء دولة – يمكن الاستغناء عن نصفهم..
*ولديها امتيازات ومخصصات ونثريات سفر يمكن توفيرها..
*ولديها ولدا سيدين بالقصر (لا لزوم لهما)..
*فلنطالب الشعب بنبذ العطالة – إذاً- يا بدر الدين محمود..
*ولكن قبل ذلك على الحكومة أن تنبذ (عطالتها) هي أولاً..
*ولنطالبه بوقف الشتائم (على المواقع)..
*ولكن قبل ذلك فليوقف بعض مسؤولينا شتائمهم هم (على الملأ)..
*ولنطالبه الارتقاء بذائقته الفنية..
*ولكن قبل ذلك فليرتق ولاتنا بذائقتهم هم عند إقامة (مهرجاناتهم)..
*فإن فشلتم في ذلك – يا سيادة الوزير- فلتتنحوا (جانباً)..
*أما نحن فقد رقدنا على (جنوبنا !!).