إنهم في الأخلاق توائم يا سيدي!

يزعجني بشدة ذلك التناقض المدهش الذي يمارسه المنشغلون بالسياسة من اليمين واليسار .. مثلاً تابعت عدة قضايا تم فيها القبض على رجل وإمرأة في وضع لا أخلاقي .. كيف سيكون تعليقنا؟
المفروض ان المبادئ لا تتجزء وأنا المعيار واحد وما يجب أن نقوله في حق هذا يجب أن يقال في حق ذاك .. طيب لغاية هنا نحن كويسين.

طيب تعالوا لنرى ما الذي يحدث على أرض الواقع :

– ننظر إلى تياره السياسي أولاً فإن كان الفاعل أو الفاعل (معنا) .. نقطب جبيننا ونصدر البيانات السياسية التي تدين تلصص النظام على المواطنين ونشغل أسطوانة الحريات الشخصية وشوية وقفات إحتجاجية ودي مؤامرة وإستدراج وعيب نخوض في أعراض الناس والبيحاسبنا ربنا ما الحكومة ولا لقهر النساء مع شوية خطابات للجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني عن قانون النظام العام وووو.

– إن كان الفاعل أو الفاعلة (ضدنا) .. نفرك أيدينا ونستعير كل إمكاناتنا البلاغية واللغوية والإستعراضية والشمارية في فضحه والتشهير به وننشر صوره في كل الوسائط الإجتماعية، ونتحدث أن قانون النظام العام الذي حوكم به ضعيف ويجب سن قوانين أخرى لتأديبه ويعني شنو مية جلدة وسجن شهر وحبة غرامة ..وفي ستين داهية الحريات الشخصية.. والتركيز على أن هذا ليس أمراً فردياً شخصياً وإنما يجب نصب المحاكم السياسية وإدانة كل أعضاء التنظيم الآخرين..!

قِس هذا التناقض على كثير من مواقف “اليمين واليسار والإسلاميين والعلمانيين” السياسية والإقتصادية والأخلاقية والنظرة للديكتاتوريات والإنقلابات العسكرية والحرية والرأي الآخر ستجد الأمر مكرراً في كل ذلك بنفس التطابق المذهل !

الملخص : أزمتنا أزمة أخلاقية في المقام الأول وليست أزمة حكم أو أيديولوجيات .. هل عرفتم الآن لماذا نحن في هذا الدرك السحيق؟

بقلم: لؤي المستشار

Exit mobile version