الحركة الإسلامية.. من صنفرة نافع إلى فرفرة الزبير
المحاولات الدؤوبة التي ظل يبذلها شيخ الحركة الإسلامية الجديد الزبير لإحياء مواتها ونفخ الروح فيها مجددا، وتوجها أخيراً بتلك (اللمة) التي أسماها مؤتمراً، لم تعدو هذه المحاولات عند الكثيرين من منسوبيها السابقين أن تكون سوى (فرفرة) طائر جريح مهيض الجناح ينتظر نهايته المحتومة، ومن عجب أن يبدأ شيخ الإسلاميين المفترضين عهد (شياخته) من النقطة التي كان قد انتهى اليها شيخ قبله هو نافع علي نافع. فشيخ الزبير دشّن عهده ببرامج أطلق عليها برامج الهجرة والتوبة والأوبة الى الله، وفي لمة وهلمة سابقة قبل عدة سنوات كان شيخ نافع قد طالب منسوبي الحركة الإسلامية بالتطهر من الآثام والتزكية و(الصنفرة)، وحينها أضاف بعض الساخرين على عبارة نافع أن الحركة محتاجة عمرة وسمكرة قبل الصنفرة.
وعودة الى برامج شيخ الزبير مقروءة مع مطالبة نافع (إخوانه في الله) بــ(الصنفرة)، نقول ربما يجادل إسلاميون آخرون معترضين بسؤال كبير (وأين هي الحركة الإسلامية نفسها؟)، ففي رأي قطاع ليس بالهين منهم، أن الحركة الإسلامية قد ماتت وشبعت موتاً وتم تشييعها الى مثواها الأخير، منذ لحظة إعلان أمينها العام الدكتور الترابي حلها وتوزيعه المصاحف على شيوخها وكبرائها في ذاك اللقاء الشهير الذي انعقد بعيد انقلاب الانقاذ بقليل، وما هو قائم الآن لا صلة للحركة الحقيقية والحقة به، بل هو محض مشروع سلطوي ذرائعي تلبس شعارات الإسلام وتخفى خلفها والحركة بريئة مما يدعون، فيما يمكن أن يحاجج قسم آخر منهم بأن أمر استعادة الحركة المنهوبة برأيهم، لم تعد تنفع فيه لا (صنفرة ولا كوفتة ولا كوفير)، من شاكلة هذه المحاولات النوستالجية الساعية لاستعادة التنظيم المغيب ومرجعيته المسلوبة، لأن ذلك برأي هؤلاء، الذي كثيراً ما قرأناه عنهم وسمعناه منهم لن يغير شيئاً بلا مراجعة فكرية جذرية حاسمة، واعتراف بداء الاستبداد الذي جلبه الانقلاب، والعمل على إصلاح حقيقي، يبدأ بأداء الأمانة إلى أهلها، أي إلى الشعب السوداني ليختار بكامل حريته وملء إرادته نظامه السياسي، وتحمل المسؤولية عن أية تجاوزات… فيا شيخ الزبير أن بقاء الوطن ووحدة أراضيه ولملمة شعث أهله أكبر وأهم من بقاء أية حركة أو تنظيم أو حزب، ولعلك لا تخالفنا الرأي في ذلك، وعليه يبقى المطلوب، هو تجلية الوطن وتطهيره مما علق به من بلاوي ومصائب أورثتموها له.