لوجه الله ٫٫!
«إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله» .. رواه الطبراني ..!
محمد عبد الملك عوض الجيد محمد، مواطن سوداني مكتمل الأركان، يصلي الجماعة، ويصل الأرحام، ويحضر «الدافنة،» ويشارك في الأتراح، ويساهم في الأفراح، ويُبشِّر في الأعراس، ويضرب في الأرض، ويمشي في مناكبها على ظهر «ركشة» منذ طلوع الشمس وحتى غروبها طلباً للرزق، ويكتب اسمه بحرف حلال في سجل الكادحين العظماء ..!
محمد، سيد الركشة، الشهير بـ«أبو منقة»، صوفي متوكل، يضحك من قلبه، ويحسن الظن بالله، ولا يكدر صفو عيشه سوى مسألة واحدة: تنفيذ وصية والده التي بقيت وعداً معلقاً في عنقه منذ أكثر من ثلاثة وثلاين عام ..!
يقول «أبو منقة»: في مطلع الثمانينيات، كان والدي على فراش الموت، وقبيل وفاته بدقائق، أسرَّني قائلاً «ياولدي عندك أخوان في الغرب!»، وأوصاني بالبحث عنهم قبل أن يسلم الروح، ومنذ وفاة والدي وحتى يومنا هذا ظللت أبحث عنهم بلا كلل، ودون جدوى ..!
بدأت الحكاية عندما طلّق والدي «عبدالملك عوض الجيد محمد» من منطقة «المدينة عرب، ود ربيعة، ولاية الجزيرة» والدتي بعد أن أنجبا شقيقتي وأنا، ورحل إلى منطقة غرب السودان، واستقر به المقام في منطقة «زالنجي» وتزوج إحدى نساء المنطقة، وأنجب منها ثلاثة أبناء، بنت وولدين توفي أحدهما في أثناء إقامة والدي هناك! .. بعد سنوات عاد والدي إلى قريته وردَّ والدتي إلى عصمته، وعاش بيننا إلى أن وافته المنية ..!
وقد ظللت أبحث عن أختي «فاطريمان» وأخي «محمد»، ولست أعلم إن بقي أحدهما أو كلاهما على قيد الحياة، فدشنت رحلة بحثي بمنطقة زالنجي حيث كان يقيم، ودفندارا بمختلف أجزائها، ثم أقمت في منطقة أم روابة لفترة لم أدع فيها مسجداً ولا خلوة ولا مدرسة إلا وتقصيت أثر إخوتي فيها، وفي كل مرة كنت أعود بخفي حنين ..!
وقد حدث أن التقيت بصديق لوالدي، أخبرني أن زوجة أبي قد أخذت أولادها بعد فترة من رحيله وعادت إلى مسقط رأسها في منطقة «جلدو»، وقد التقيت في أثناء بحثي وقتها برجل قيل لي إنه عم الشرتاي جلال الدين، كبير المنطقة، وقد وعدني بأن يطلب من ابن أخيه مساعدتي ثم انقطعت عني أخباره ..!
رقة الحال تحول دون سفري إلى جلدو للبحث عن أخوَيَّ فاطريمان ومحمد، الذين علمت من بعض الرواة أنهما يعملان في مهنة التعليم ويقيمان بذات المنطقة.. وضيق ذات اليد وسعيي الدؤوب وراء لقمة عيشي يحول دون سهولة سفري من جديد بحثاً عنهما ..!
لكن ـ رغم ذلك ـ لا حدود لحسن ظني بالله، وظني به أن يجيب دعائي وأن يوفقني في تنفيذ وصية والدي.. وإن كان هنالك من يعرف طريقاً لأخي وسميِّي محمد، وأختي فاطريمان، ووقعت هذه المناشدة، بين يديه، فأرجو أن يتصل بإدارة الصحيفة.. وجزاكم الله خيراً ..!