سعد الدين إبراهيم

الفرحنة


أخيراً قدم وزير المالية خطاب الميزانية وخلا من رفع للدعم أو للأسعار.. طيب إذا كان وزير المالية قال ما قال وبالدليل أهو مافي زيادة طيب القال كده منو؟ وقصدو شنو؟ عموماً القال كده من «الفراحين» قصدهم مثلاً إننا نستحمل الغلاء الوصل سقفو.. يقوموا شنو؟ يقولوا ح يرفعوا الدعم وح تزيد الأسعار ويخلونا نشيل هم كبير.. يقوموا شنو؟ يخلونا لما يعلنوا إنو مافي رفع دعم ولافي زيادة في الأسعار نقوم نفرح.. نفرح على شنو.. على السجم والرماد ده.. فأنحنا شلنا هم عشان إعملونا أنبوبة اختبار ولا دايرين يتسلوا بينا ويدوا الإعلام والصحافة موضوع.. أهو فرحنا كُلنا.. على شنو؟ المهم نفرح على شنو ما مهم.. أصلو ماسكانا أم فريحانة.. وأم فريحانة أو أم فريحينة برواية أخرى حالة شعبية تتقمص الفرد فيظل ضاحكاً وبالتالي فرحان على طول الخط وربما هي حالة مرضية تعني قلبو ميت.. أو هو في شنو والناس في شنو؟ أو قلة الأدب المتمثلة في الضحك بلا سبب.. والفرح موجود بكثرة في الأغنية السودانية.. لحن الفرحة لحن جميل.. وفرحانة بيك كل النجوم وفرحينا.. وعود لينا يا ليل الفرح.. وافرحي وافرحي يا طيور غني.. وعقبال بيك نفرح يا زينة وفرحي خلق الله.. وفرحة نابعة من كل قلب يا بلادي.
وقد تحول الفرح إلى أسماء في حياتنا مثل “فرح وفرحة وأفراح” ونحنه ما ناقصين فرح كالبكاء.. لكن مالو نفرح.. فرحة مغشوشة ولا غبينة ما مفشوشة.. ناس الكهرباء برضو قاعدين يفرحونا.. يقوموا شنو يقطعوا الكهرباء في الأول بدون جدولة ولا إخطار.. يقوموا شنو؟ يفرحونا يعملوا جدولة.. تشتغل بيها أسبوع تقوم شنو.. ترجع تقطع في أيام خارج البرمجة.. «تقوم تزعل» لما تجي الكهرباء تقوم تفرح.. شفتوا الفرحنة دي «والفرحنة دي على وزن الحرفنة» وبين ظهرانينا عدد من “الفراحين”، عشان كده نحنا فرحنا فرح مغشوش.. زي فرح الشافع بالكشكوش ودي جابتا السجعة لكن لفقت برضو.. ما موضوعنا ذاتو مبني على الفرحة الكضابة.. ودي صنو النفخة الكضابة.. والله يكضب الشينة.. بمناسبة الكذب، القال حبل الكذب قصير ده منو؟ والله حبل الكذب طويل طول.. الغريبة يقولوا ليك وصل الكضاب لي خشم الباب لكن نوع كضابيننا ديل توصلم لي خشم الباب يقول ليك دق الباب واسألُن كان كلامي ما صاح؟ وبمناسبة دق الباب في موضة متسولين أو شحادين بالبلدي بدقوا الباب.. واحد أول أمبارح دق الباب.. الحقيقة ضرب الجرس مرة.. مرتين تلاتة مرات.. قمت عليهو الواطا ضهر قلت والله ديل لو بتاعين النفايات أشاكلُن وأقول ليهم إنتو ما شغالين أي حاجة.. ولو بتاع العدة ح أشاكلو برضو.. أقول ليهو العدة ببدلوها كل يوم.. إنت بتاع عدة ولابتاع لبن.. تأبطت شراً ومشيت أفتح الباب لقيتو شحاد.. أها دي ما كنت مستعد ليها.. اتذكرت أما السائل فلا تنهر.. فقلت له بدون نَهره: نعم.. فاستغرب نعمي هذه.. ولسان حاله يقول نعم شنو ما ظاهر شحاد.. قال لي: كرامة لله.. قلت: الله يدينا ويديك.. قال لي: بيديكم لكن أنتو ما بتدوا.. فضحكت.. فرحت فرح مغشوش طبعاً.. وأديتو عشرة جنيه.. الكضب حرام خمسة جنيه بس.. برضو كضبة.. جنيهين ورقة.. شالها زي الطالبني ليها.. مافي أي دعوة وراها.. في شحادات كده الواحدة تديها فرد جنيه تدعو ليك دعوات من أبو مية وفي واحدين نوع صاحبنا ده.. طوالي بجي اضرب الجرس.. ودعوة طيبة ساكت ما تلقاها.. ده مش فساد في الشحدة ذاتا!!