أم وضاح

علمنا البي اسمك كتبنا ورطنا!!


وصلتني رسالة عزيزة من القارئ الأستاذ “صديق يحيى” وهو من المداومين على قراءة صحيفة (المجهر) بصورة راتبة. والأستاذ “صديق” قال لي في رسالته الرصينة والتي أشكره على الكلمات الطيبات في حق هذا القلم، قال إنه قد تلاحظ لديه أو لعله توصل إلى قناعة أن المتتبع للحركة السياسية السودانية، يلاحظ وباندهاش اللامبالاة وعدم تقدير كثيرين ممن يحركون عجلاتها للأمور التي تستحق الاهتمام والتقدير حتى لو كانت شكلية في معظمها أو يبدو عليها ذلك، حيث قال العم “صديق” نحن هذه الأيام على أعتاب أعياد الاستقلال ونحتفي ونحتفل بالمولد النبوي الشريف، حيث أنني ألاحظ تجمعات الطرق الصوفية في سرادقها وهم يرفعون أعلام الطريقة بكثافة وهذا أمرٌ لا غبار عليه، لكن المؤسف والمؤلم أنك لا ترى في الأفق علماً واحداً للوطن السودان الذي يعيشون فيه ويتمتعون بخيراته عدا سرادق واحد هو الذي يخص المحليةـ ويواصل الأستاذ الكريم في رسالته ليقول هذا واقع بائس وتعيس نخلقه بأنفسنا لنبدي بهذا السفور عدم احترامنا لرمز الوطن والأمة والقومية والسيادة الوطنية. ولعل هذه من أبسط الأمور التي يتعثر ويصعب على المواطن تلبيتها وإجلالها لذلك نحتاج لتربية وطنية وسلوكية وأخلاقية تذكر من يترفع عن وضع علم وطنه أمامه ليراجع نفسه ويعيد تقديراته للأمور مع أن كل أمورنا تحتاج للمراجعة. ولعلي أتساءل لماذا يصر الاتحاديون وعلى رأسهم أبناء الزعيم “الأزهري” على وضع العلم القديم فوق هامة منزل الزعيم، فما هي المعايير الغامضة التي يتعامل بها الناس في هذا الوطن، أهي معايير شخصية أم هي معايير طائفية، ولكن ما أرجوه أن يتفرغ زمرة الحوار لمناقشة هذا الأمر واحتواءه وهل هناك سوابق في بعض الدول غيرت علمها؟ وهل هناك معايير وطنية وأخلاقية لذلك حتى نتخطى حائط المكايدات والمشاحنات والمغايظات التي نعيش فيها ولك الله يا سودان.
بصدق أقول إن كل ما خطه يراع الأستاذ “صديق يحيى” أشعر أنه قد كتب من صميم ضميره وإحساسه الوطني الصادق، إذ أننا حقيقة نحتاج لزرع بذرة الوطنية في أراضٍ كثيرة أصابها الجدب واللامبالاة تجاه قضايا الوطن، وكثيرون فقدوا الإحساس بالانتماء للوطن بسبب بغضهم وكرهم للأنظمة الحاكمة، لكن شدني جداً حديثه عن تقدير واحترام العلم وضرورة أن يجد كامل التقدير والتقديس والاحترام، لذلك فلنجعل من أعياد الاستقلال فرصة أن نعيد للعلم بعضاً من المكانة التي يفترض أن نضعه فيها، لأن وجوده على السواري ليس فقط لمجرد التباهي كمظهر لكنها قيمة تحمل في جوهرها كل مظاهر الشموخ والعزة والكرامة. وليت الفضائيات ألزمت كل مذيعيها ومذيعاتها على الظهور طوال الأسبوع الذي يسبق أعياد الاستقلال بالزي القومي مطرزاً بعلم السودان، بأخضره وأحمره وأبيضه وجسارة الأسود فيه، دعونا نعود للوطن والوطنية بشوية مظاهر تقودنا بالتأكيد لمكمن الجواهر وكل عام والوطن بمن فيه بألف خير.
كلمة عزيزة
يفترض أن تخضع البرامج التلفزيونية بعد كل فترة وأخرى للتقييم من قبل القائمين على أمرها، ومعرفة إن كان البرنامج قد حقق المرجو منه أو حقق هدف الفكرة الأصلي الذي قام على أساسه، بهذا الفهم أرجو أن يعيد الإخوة في النيل الأزرق تقييم برنامج (أشرقت) الذي أحسب أنه فقد البوصلة وأصبح يترنح في المنعطفات، والبرنامج هويته حتى الآن ضائعة فلا هو برنامج صباحي ولا نهاري ولا مسائي ولا هو برنامج ميكب أب أو صحة أو ثقافة، ولا هو برنامج أطفال ولا شباب ولا شيوخ ولا هذا ولا ذاك. وعلى فكرة رغم أنه مرت عليه أكثر من أسابيع إلا أنه لم يرسخ في ذاكرتي حتى الآن موضوع هام طرحه البرنامج في حلقة من حلقاته، هذا البرنامج تكلفة على الفاضي زمن في الفاضي، ركزوا على (صباحكم زين) والذي رغم تخوفي منه في بداياته إلا أنه صمد وأصبح شامة في خارطة النيل الأزرق.
كلمة عزيزة
رغم التفاؤل الذي أبداه البعض لحديث “عرمان” الذي أدلى به في “أديس” بشأن الحوار، إلا أنني تعودت أن لا أثق في حديث الرجل وما تشكِروا لي الراكوبة في الخريف.