ضياء الدين بلال

ليتك فعلتها!


كنت أتمنى أن يفاجئنا السيد الصادق المهدي بالعودة لقطيته الأنيقة بأم درمان، دون اتفاق مع الحكومة أو تفاهمات.
مرور ثمانين عاماً من عمر الإمام مناسبة كانت تستحق ترتيبات على مستوى متجاوز لأوعية الحزب وأسوار الكيان.
في كل عام كانت توجه لنا الدعوة لحضور مناسبة عيد ميلاد السيد الصادق، كانت فقرات الاحتفال تحوي الكثير مما هو مفيد وممتع معاً.
لا توجد ضرورة لازمة ولا مصلحة متحققة من وجود الرجل خارج البلاد.
رددناها أكثر من مرة:
السيد الصادق يريد بوجوده في الخارج تأكيد فاعليته السياسية ومقدرته على التأثير في الأوضاع عن بعد.
الأزمة العميقة التي يعانيها المهدي في الخارج، أن أدوات التأثير هناك لن تعمل لتحقيق مصلحته في المناورة، ولن تمكنه من إحراز الأهداف من خارج الخط.
سيصبح الرجل بكل تاريخه وسيرته ووزنه السياسي، ورقة ضغط ثانوية في أيدي أطراف إقليمية تحتفظ بها، علها تحتاج إليها في ظرف ما، ربما لا يأتي قريباً أو لا يأتي أبداً!
سيصبح المهدي في أيدي حاملي السلاح، ورقةً للمناورة التفاوضية، مشكوكاً في فاعليتها، ولكنها قد تكفي لإرسال إشارات إعلامية تخدم الصورة ولا تحقق الغرض.
مع كل يوم يمضى والسيد الصادق المهدي في المنفى الاختياري، سيخسر الرجل اليوم ما لا يستطيع تعويضه غداً!