جعفر عباس

السجائر للتغذية والتحلية


يقول العلماء إن نحو أربعين صنفا من السجائر، تحتوي على أكثر من 14 مادة إضافية من بينها الكراميل الذي تصنع منه الحلوى المعروفة التي حُرمت منها في طفولتي لأن ثقافة أمي المطبخية في مجال التحلية توقفت عند الكسترد (يحذف العرب الدال منها لتخفيف النطق فيجعلونها كستر كما فعلوا مع البيكنق باودرBAKING POWDER فجعلوها باكن بودر)
والغرض من إضافة الكراميل إلى التبغ هو جعل طعمه مستساغًا لصغار السن، وبين الإضافات إلى التبغ الكاكاو والفواكه المجففة والعسل، وهناك العشرات من أصناف السجائر التي تحوي الأمونيا التي هي النشادر، والتي تضاف عادة إلى منظفات دورات المياه، وتضمن الأمونيا وصول أكبر كمية ممكنة من النيكوتين إلى الدم والمخ، ولا بأس في استخدام تلك المادة في السجائر طالما أن الدخان يصل إلى الرئة فيجعلها متسخة وطالما أن المواد التي تلوث دورات المياه موجودة أصلا في جسم الإنسان، فإن المدخنين ينعمون بأجهزة هضمية معقمة لأن أجسامهم مشبعة بالأمونيا، أما الكاكاو فإنه يضاف إلى السجائر لأنه يحوي مادة ثيوبرومين التي تؤدي إلى توسع الرئة وانفتاحها مما يعينها على استقبال الدخان
وهكذا يا عزيزي القارئ (هذا أمر لا يخص القارئات لأنه يفترض أنهن لا يدخن، ففي العالم العربي تعتبر المرأة المدخنة ماجنة، في حين أن الرجل المدخن يبقى فحلا قويم الخلق، أي أن التدخين يفسد أخلاق النساء، وبالمقابل يجعل الرجل أكثر رجولة)، هكذا كشفت لك النقاب عن متعة حرق التبغ، ل”تتكيف” وتحرق البخور لأناس يستاهلون الحرق
بعد أن أصبح التدخين في أماكن العمل والمطاعم في أمريكا ممنوعا لجأ المدخنون إلى الغابات مما تسبب في إشعال الحرائق التي شهدتها غابات 11 ولاية أمريكية في عام 2014، وفي ولاية كاليفورنيا التي تكاد تتحول إلى صحراء جرداء، بسبب حرائق الغابات، فإنك تراهم يغرقون المياه من البحر بطائرات الهليوكوبتر لسكبها على الغابات المشتعلة، (وهم في ذلك كمن يحمي وجهه بجريدة في وجه إعصار النينو) وقد تناقلت الصحف مؤخرًا حكاية رجل تم العثور عليه ميتا في غابة أمريكية تم إخماد حريق فيها، وكان الرجل يرتدي ملابس السباحة، واتضح لاحقًا أنه كان يعوم في البحر عندما غرفته هليكوبتر كانت تعمل في إطفاء الحريق ورمت به فوق الأشجار المشتعلة، وهكذا مات رجل كان لا يستبعد أن يموت غرقا بكسور في الرقبة والظهر في منطقة هي نقيض الماء (نار ويابسة).
ويذكرني هذا بحكاية رجل أمريكي آخر لجأت إليه أخته هربا من زوجها الذي كان يسيء معاملتها فلما جاء الزوج طالبًا عودة زوجته إلى بيت الزوجية رفض أخوها إعادتها فأخرج الزوج مسدسه وأطلق النار في اتجاه شقيق زوجته ولكن الطلقة أخطأته واستقرت في ساق شجرة صغيرة في حديقة البيت، واكتفى الزوج بالطلقة الطائشة وعاد من حيث أتى، وبعد ذلك بأكثر من عشرين سنة كان الرجل الذي أخطأته الرصاصة يقوم بقطع شجرة في حديقة بيته بعد أن أصبحت مترهلة فواجه صعوبة في ذلك لضخامة ساقها، فأتى بأصابع من الديناميت ولفها حول الساق وفجرها فانطلقت رصاصة صدئة كانت مغروسة في ساق تلك الشجرة وأصابت الرجل في قلبه فمات على التو، نعم كان هو الرجل المستهدف بالعيار الذي أطلقه زوج شقيقته قبل أكثر من عشرين سنة، فاستقر في تلك الشجرة التي تضخمت وجاء يقطعها فقطعت أجله.
هل مواد التحلية تلك موجودة في سجائر السودان محلية الصنع؟