زعيم المبددين “شيخ الامين” (1)

شيخ الامين اللهم أصلح حاله واحوالنا وشتت شمل كل مبدد ..

هو رجل بسيط سهل كثير الابتسامة طيب او ربما كان يتظاهر عندما عرفته .

شيخ دي طبعا مجاز .

لأنني أفهم سلسلة المكاشفية جيدا ولا اعترف بمشيخته فالذي أمره علي الشباب هو تلميذ وحفيد الأسرة المكاشفية .
وقد خان العهد وهذا ما قاله بلسانه عندما تحدث عن الشيخ عبدالله ود العجوز ووصيته له ..

بمعني ليس له أي وزن في سلسلة المكاشفية وهو يعلم ذلك …

والمقام هو مقام الشيخ عبدالله ود العجوز .
وهو مجرد ظاهرة وحشية يجب التصدي لها وردعها بكل اللغات ….

وعندما اقول بسيط لا أعني أنه فقير أو زاهد ..

بل بسيط في فهمه حتي للصوفية نفسها ..

جمعتني به محبة الشيخ عبدالله ود العجوز . اكلت وشربت معه .
بل سافرت معه وحضر معنا مناسبة اجتماعية تخصنا بصفته تلميذ لا شيخ ..
وهو يعلم ان مشيخة الكتياب مشيخة قرآن حيث لا طبول ولا يحزنون داخل مسيد الكتياب منذ عهد ابوخمسين ماقبل قيام ملك الجعليين الي الخليفة الحالي والمشرف المربي الأستاذ محمد أحمد عبدالغفور عبدالوهاب القاضي …

لذلك لا مجال للحديث عن زعامته لموكب الكتياب الذي زار المنارة في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي بغرض حضور مناسبة اجتماعية والتعارف لا غير …

التقيت به حين كان صغير يتهيب الدخول في النقاش ولا يلقي بالا للقماش فيجلس علي الارض ويقف في الصف الأخير في الفرض .

وصدمتي كانت في الحوار الذي أجراه معه الصحفي عادل سيد أحمد خليفة .

كثر الهجوم من قبل الإعلام الشعبي علي هذا الرجل البسيط البشوش بعد الحوار المشهور ..

.
بل وصل هذا الهجوم مرحلة الاستخفاف به وبالتصوف الشعبي الذي هو جزء من هوية هذا الشعب الفنية رغم انف من ابا ..

وقبل ان اتحدث عن هذا الرجل بالتفصيل
لابد أن ابين علاقتي بالصوفية اولا ثم علاقتي به …

نظرتي لأهل التصوف الشعبي هي نظرة فنية في المقام الأول .

اعي هذا منذ الصغر واعلم أن فن المتصوفة من التراث .بل هو الذي يحمل في داخله كل أسرار الفنون الشعبية من لحن وايقاع ورقص وبحور شعر وطقوس الأداء .

ومعرفتي لفن المتصوفة ليست هي معرفة دارس وعلم نظري بل معرفة ممارسة بدأت من تعلم الايقاع علي( صينية الشاي).
وكنب الفصل الأول بمدرسة الكتياب ..

اجيد كل أنواع الايقاعات التي يستخدمها المتصوفة واعرف تاريخها واجيدها أكثر من شيخ الامين ومن تبعه ومن خلفه ..

اعرفها معرفة المقترع لا المعتقد .

اعرف بحور المدائح والحانها وتأليفها
واجهل من دابة في العلوم الدينية .
وعندما يستعصي علي فهم أمر في الدين اذهب إلي اهلي ولا حاجة لي بعلماء الفيسبوك ونسأل الله السلامة ..

ومن هذا المنطلق أري ان الأمين ليس بمجدد بل هو مبدد لفن المتصوفة وللمعرفة الشعبية …

اما في يخص العمل .اقول كما قال مادح الشيخ أحمد الجعلي .

ترا الناجح ببين يوم القيامة ..

شيخ الامين كما يسميه الإعلام .
التقيت به في داره وسافر معنا الي كردفان حيث منارة ود العجوز وعاد معنا بالبص وذهبنا إلي مدينة بحري ورقصنا معا مع حسان بحري وحينها كنت مراهقا اريد معرفة كل شي …

كان كثير الصمت خجول يتهيب الفنون .
لم يكن بتلك الوحشية والفظاظة والتعالي والسذاجة التي ظهر بها في حوار عادل سيد أحمد وكم تمنيت ان اكون محاورا له في تلك اللحظة …

علي طول الطريق من الخرطوم الي المنارة لم يتفوه هذا الفتي بكلمة وكان يكتفي بالابتسامة التي تشرح الصدر وتسر الناظر ولكن في ما بعد وصفها خبيث المدينة بأنها ابتسامة غباء ….

ما بين كردفان وديار عرمان إيحاء تصعب رؤيته بين سطور مذكرات البهنساوي وهذا ما جعل الفتي في حيرة من أمره عندما شاهد شباب كردفان يتفاعلون مع نحاس الكتياب بالمنارة …

إنها لغة التاريخ …

فهم هذا المتنعم ان ثمة علاقة بين الجوامعة وجعليين النيل وايقن انها أكبر من علاقة حوار بشيخه …

بل هي أكبر من علاقة القطب الجيلاني بقادرية الشرق والغرب ولن يفهم ….

لماذا …؟؟؟؟

لانه مشغول ببناء دولة التايتنك بالحي الامدرماني ومن لا يفهم هذا الإيحاء هو غير موهوب …

هو غير متشبع بالتراث الفني الصوفي ويجهل الدور الاجتماعي الحقيقي الذي قام به الصوفية لذلك تحدث كثيرا في الحوار عن نفسه وقال انه يطعم ويكسي و و و و .
ورحم الله الشيخ عبدالله ود العجوز فقد كان مضرب مثل في نكران الذات ..

كان هذا الفتي مندهشا من التفاعل مع النحاس وهو يجهل إيقاع النحاس داخل ايقاعات الصوفية ويقول انه مجدد …

ان مشايختك الذين تثور عليهم الان فهمو طباع وعادات ومزاج وتاريخ هذه المجموعات جيدا وخاطبوها بما فيها وما هو مشترك بينها لا بلغة الجيلاني أو كثرة الطعام ..

فجعلوك ترقص علي إيقاع تنصيب كبير الشلك وتمتم الهوسا وحربي الجعليين ولكنك لا تجيد الرقص ..

لماذا؟؟؟

لانك غير موهوب …..

ولن تعي ذلك ما لم تفهم ان دور الايقاع أكبر واعظم من الطعام فالمصاريين لا تطرب والامة تغضب من الذي يستخدم تراثها ويجهل عاداتها وقيمها وأخلاقها …

تحدث شيخ الامين في الحوار عن الحنة ودافع عن فعله بقوله انها من العادات السودانية وفات عليه ان اسلافه يشتغلون علي ماهو اعظم وان الحنة في السودان يمارسها الشباب والعامة ويتحفظ اهل المسيد علي بعض العادات .

بل لا يقرها شيخه ود العجوز الذي زوج من حره ماله الآف الشباب ..

ولم يقرها جد شيخه مؤسس الطريقة .

بل لم يقرها تاج الدين في زيارته للسودان ولا من بعده عبدالرحمن الخرسان ولا من قبلهم الجيلان ..

اذا هو خارج عليهم وليس مجدد بل مبدد ومتمرد وعابث بالتراث الصوفي الشعبي …

هل يظن هذا الفتي ان الشيخ عبدالباقي المكاشفي كان يجهل انها من العادات السودانية وهو الذي يجيد لغات ولهجات كل المجموعات …؟؟؟؟

خيولو تجيك
هبكن لبكن
طلقن اسنان
دكن في دكيك
اربا اربآ
نشلن ادريك
في مكان ماكان ..

نواصل …

غدا نتحدث شرعية هذا الرجل بعد تناول حفلة بحري وقصة المنارة وتمرده علي قيم الصوفية والمجتمع .

بقلم
عبد الرحمن مساعد

Exit mobile version