جعفر عباس

«إن شاللا» تجن وتزيد في الجن (1)


عنوان ثان: الدعاء موجه الى عبد اللطيف أحمد
«إن شاللا» هي «إن شاء الله» كما نلفظها في حياتنا اليومية، ولعل كثيرين لا يعرفون أن عبارة «هلا هلا» كما في «من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله» هي أصلا «الله الله/ من بره الله الله ومن جوه….»
عبد اللطيف أحمد شخص مجنون رسمي، ولهذا أحببته منذ أول نظرة، وأظن أن ذلك كان في صحيفة «القرار»، قرأت له كل ما صادفني من كتاباته في تلك الجريدة، ثم افتقدته، ولكن ومثل مايو «كنا زمن نفتش ليك وجيتنا الليلة كايسنا»، جاءني عبر صحيفة «الصيحة»، وهو أشعث أغبر من فرط السير في ال»دقداق»، وهي التسمية التي اختارها للصفحات الثلاث التي يحررها في الصحيفة كل سبت
عبد اللطيف هذا كاتب ساخر عبقري، ولو وصفته بالذكاء وبس لظلمته، ورغم إعجابي بعشرات الأقلام في صحافتنا المعاصرة، إلا أن صاحبنا هذا – في تقديري أهم وأميز إضافة فيها في السنوات العشر الأخيرة، ولو لم يكن من جن وادي عبقر، وليس مجرد شخص يستلهم أفكاره من الجن، لما تسنى له إعداد ثلاث صفحات في عدد واحد من صحيفة، ويرغمك أن تلتهم في كل صفحة منها نحو 15 سندويتشا خفيفا، وكلما تناولت واحدا منها صار عقلك أشعب جهنميا وصاح «هل من مزيد؟»
وأقول للزميل أحمد التاي رئيس تحرير الصيحة: استكتب عبد اللطيف يوميا في عدد مسفلت (بعيدا عن الدقداق) وسترى كيف يرتفع توزيع صحيفتك، وارفع مكافأته الشهرية وأنا متنازل عن عمولتي (نظير عمالتي لكم، رغم أنني ملزم أخلاقيا بأن أدين بالولاء المهني ل»الراي العام»)، تكفيني عمولة أنكم أهديتم لنا هذا الرجل الفلتة
هل تريدون إثباتا لكل ذلك؟ إليكم عينات من عدد واحد من الصيحة: طبيعة الدنيا زي الموج تشيل وتودي. والحمد لله ما بقت زي المؤتمر الوطني. خذ كمان «من المتوقع ان تكون درجة الاختلاسات من عالية الى عالية جدا العام القادم، والذي يليه، والذي يلي الذي يليه، وعليه فقد تكون درجات العمارة ليوم غد أعلى بطابقين. أما الأحزاب فعودة الميرغني سدرة «منتهاها» والصادق المهدي «هلمجراها»، والمؤتمر الشعبي «يبداها وينهاها»، والترابي «أي حاجة يا فيها يا طفاها»
أجمل ما في عبد اللطيف ذي الجن الكلكي، أنه حريف كنكان وكورة وتنجيم ودافوري وسياسة وعواسة، مما يمكنه من اللكز والغمز والهمز في مختلف المجالات ببراعة تخلو من الهتر واللغة السوقية، رغم أنك تقرأ له وتدرك على الفور إنه ابن بلد وشرامي ومقرم ومكحل بالشطة ويستحم يوميا بموية المخلل
أترككم مع عبد اللطيف، أمتعنا الله بجنونه: أشادت منظمة خريجين بلا حدود بما قالته وزير التعليم العالي سمية ابو كشوة، بأن القبول على النفقة الخاصة بدعة، ولكن الناطق باسم المنظمة قال ان التعليم العالي نفسه «خدعة».. قالت هيئة الكلمات المتقاطعة ان سوريا «مبعثرة» هي روسيا.. تأكد ان القمر الصناعي الذي سقط في منطقة بابنوسه، انتحر بعد ان رصد طوابير بشرية وعرف أنها تبحث عن الغاز، وكانت مهمة القمر الأساسية اجراء مسوحات لاكتشاف النفط والغاز، وتم العثور في حطام القمر على ورقة كتب فيها :الناس ما لاقين غاز، الماسحين ليها شنو؟ كما تضمنت الورقة توصية بان يتم دفنه في موطنه الاصلي، لأنه «لم يلف الكون كله عشان في النهاية يفطر على بصلة»