جمال علي حسن

شكوى أبو بندر بعد رحلة الـ “10” أرانب و”25″ قمرية


في شهر مارس الماضي وبعد أن ظهرت شكاوى من بعض السياح العرب من هواة الصيد والتخييم في السودان، خرج علينا وزير السياحة والآثار والحياة البرية المهندس محمد عبدالكريم الهد بتصريحات تنفي قطعياً وجود أي مضايقات أو مشاكل يتعرض لها السياح السعوديون في السودان خلال سياحة الصيد والتخييم.
وقال الوزير لا يوجد أحد من السياح السعوديين يأتي بالطريقة النظامية ويتبع الخطوات الرسمية ويتعرض لمشاكل في سياحة القنص والتخييم في السودان. مبيناً أنه يشترط على السياح القدوم عن طريق شركات سياحة معتمدة في البلدين. وأشار إلى أن أعدادا كبيرة من السياح يأتون من غير تنسيق مسبق مع تلك الشركات المتخصصة في الرحلات والتخييم، ويتوجهون إلى فرع الوزارة، ويتم إصدار تصاريح، ويصدّق عليها.
وبيّن أن هناك محميات وتواريخ يُمنع الصيد فيها تماماً، ومن يخالف ذلك يعرّض نفسه للمساءلة القانونية وأفاد بأن عدد السياح ارتفع في العام الماضي من 52 ألفاً إلى 700 ألف سائح.
طالعنا هذا التصريح وقتها وقلنا في أنفسنا (يا مؤمن يا مصدق) يبدو أن سياحة الصيد في بلادنا تمضي بخطى مؤسسة ورؤية علمية للتطوير وجذب السياح السعوديين والخليجيين إلى بلادنا بأعداد أكبر وأن هذه الأعداد التي تحدث عنها الوزير ستكون دافعاً لجذب المزيد منهم بعد عكسهم للصورة الزاهية الباهية التي تحدث لنا عنها وزير السياحة.. اعتبرنا أن انتعاش سياحة الصيد في بلادنا بمثابة (قولة خير) للانطلاق والتوسع في المجالات السياحية الأخرى..
إلى أن صعقنا مقطع الفيديو الذي يتم تداوله هذه الأيام على وسائط الإعلام الإلكتروني ويظهر فيه أحد السياح السعوديين من هواة الصيد اسمه أبو بندر العتيبي بعد عودته من السودان يشكو مر الشكوى ويعكس تجربة مريرة حدثت له في موسم الصيد في السودان هذا العام، أبو بندر يا وزير السياحة بحسب إفاداته دخل البلاد عبر القنوات الرسمية التي تحدثت عنها في تصريحك وقام بكل الإجراءات القانونية لكنه واجه عراقيل وتعقيدات بالغة خلال رحلته وهو يصر الآن على تحميل إدارة الحياة البرية المسؤولية الكاملة عن كل ما حدث له..
الرجل يحكي بمرارة كيف يجبرونه على دفع نفس الرسوم المالية في نافذتين مختلفتين.. يعني يدفع للسيارة المستخدمة رسوم إيجار للشركة التي توفرها ثم يدفع عن تلك السيارة رسوم إيجار أخرى للحياة البرية، ويدفع للحصول على بندقية الصيد رسوم إيجار للشركة المعنية ثم يدفع رسوما أخرى مقابل استخدام البندقية لإدارة الحياة البرية لتصل التكلفة الإجمالية لرحلته مقابل تصديق أرانب واحد محدد بعدد 10 أرانب لا غير وتصديق آخر لصيد طيور محدد بعدد 25 قمرية فقط ورسوم دخول وإقامة وإيجار بندقية صيد وعربة صيد.. وصل المبلغ 35 ألف ريال سعودي بالتمام والكمال في رحلة الـ 10 أرانب و25 قمرية..!
الرجل يشكو بمرارة ويكشف عن ابتزاز تعرض له خلال رحلته.. ورغم كل ذلك يؤكد على حبه للسودان لكنه يطرح أسئلة وجيهة ومنطقية للحكومة ممثلة في الحياة البرية يقول (لماذا تضعون أنظمة تعقد مجيئنا للسودان وممارسة هذه السياحة فيه وتعقدون بها أوضاع السودان أمام السياح..؟).
أبو بندر وجه رسالة لهواة الصيد السعوديين الذين يمثلون النسبة الأعلى من مدخول سياحة الصيد في السودان طالبهم بعدم المجيء إلى السودان في هذا الموسم وقارن بين امتيازات الصيد في جنوب أفريقيا وبين مميزات أنظمة السياحة في مصر وغيرها وبين ما يواجهه السائح في السودان.
السيد وزير السياحة والحياة البرية ابحث عن رسالة هذا السائح السعودي واستمع لها كاملة وقم بدورك في معالجة ما ورد فيها وتصحيح هذه الأخطاء القاتلة، طالما أنك تتحدث عن حرصكم على معالجة المشاكل التي يتعرض لها السياح العرب خلال سياحة الصيد والتخييم، فهذه كما قال أبو بندر عملة صعبة وخير للبلد فلا تغلقوا بابه بالمضايقات والعراقيل والرسوم الخرافية.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين