أم وضاح

كل عام والجميع بخير!!


والعام الجديد تبقت على ميلاده أقل من (48) ساعة تمتلئ الدواخل بالأمنيات العذبة والمتفائلة لعام جديد مقبل يحمل البشرى والخير على كل الأصعدة، لكن يبقى هم الوطن هو الذي يعلو ويرتفع ويتقدم كل الهموم والأمنيات الشخصية، والإنسان لا يستطيع أن ينفصل عن واقعه أو محيطه حتى لو كان يمتلك الحد الأدنى من راحة البال أو مصارعة هموم الحياة، لأني لا أتصور أن شخصاً يستطيع أن يعيش في بحبوحة وأموره ميسرة ومواضيعه (ماشة) ومن حوله يضج بالبؤس والتعاسة، وفي ذلك اهتدي بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع)، والحديث بهكذا كلمات مختصرة لخص الأزمة وحلها، ومجتمعنا السوداني محتاج لمزيد من التكافل والتعاضد والإحساس بالآخر، وعلى فكرة الإحساس بالآخر يرتفع سقفه حداً يظلل رؤوس المسؤولين عن ملفات المواطن كل في موقعه، وهذا الإحساس هو الضمانة للشعور بالذنب حال أن قصر هذا المسؤول في أداء واجبه أو تراخى عنه قصداً وعمداً لأنه متى ما فصل نفسه وعاش في برج عاجي، فلن يتنزل إلى معاناة الناس وما حيكون عارفاً ولا عنده عنها أدنى فكرة، لكن دعوني أركز هذه المرة في محاولة لنقد الذات وفينا كبني آدميين من النواقص ما لا يقل عن قصور المسؤولين والحكومة نفسها، وبعض السلوك لا أظنه يحتاج إلى قانون أو مقص للرقيب، والحكومة أو المحلية أو حتى الجهة المسؤولة عن البنية مستحيل (تقيف) أمام كل باب وتقول لي صاحبه التزم بمستوى معين للنظافة واحتوي نفايات منزلك بالشكل الذي لا يهدد ويؤثر على الشارع العام!! مستحيل الحكومة تراقب كل أصحاب البيوت الفارهة المرصوفة سيراميك وتُغسل يومياً ليرتوي الإسفلت في الشوارع حد الارتواء.
خلونا في السنة الجديدة نعيد رونق المحنة والمحبة التي كان يتميز بها السودانيون والقلب الرهيف والعين البتدمع مع كل هزة مشاعر أو ذكرى أو خاطرة نستدعيها من بعيد! خلونا نرفع شعارنا طوال العام القادم (الما عندو محبة ما عندو الحبة)، وبذلك نمد جسور التواصل و(نرخي) لبعض شوية لتظل شعرة معاوية دائماً بيننا في كل مكان في البيوت والحيشان والمكاتب وقاعات الحوار الوطني!! خلونا السنة القادمة نحاول أن نبتسم في وجوه بعضنا (لنغيظ) كل المرارات والإحباطات ونرفع ضغط كل من يحاول الوقيعة بيننا في البيت وفي الحي، في الوطن الكبير حتى ينفجر ضغطه ونرتاح منه للأبد، لينعم هذا البلد الجميل بالأمن والأمان، أرجو وفي العام القادم أن نتفق في كل شيء ما دايرين تمضي بنا الخلافات حد التنازع والتقاتل، فيصبح حالنا كبعض الأشقاء الذين فرمتهم ماكينة الحرب الأهلية والنزاعات الداخلية، ليكتوي بنيرانها من تمسك بالبقاء في أرضه ويحترق قهراً وظلماً من خرج فاراً ولاجئاً بالمنافي!!
أدعو معي أن يكون 2016م، عام السلام وعام الرحمة وعام الحب وعام النية البيضاء لتتنزل علينا بركات رب العالمين، وكل سنة وأنتم طيبين.
{ كلمة عزيزة
أنا شخصياً أحترم جداً جداً الشخص الذي يؤمن بمواقفه ويدافع عنها طالما أنها من وجهة نظره صحيحة وسليمة حتى يثبت له العكس، وما بحب ولا أحترم الشخص الذي يتلون حسب المواقف أو يركب الموجة في أي طقس وأي مزاج، أقول هذا الحديث وقد شاهدت قبل أيام إحدى الشاعرات وهي تقدم قصيدة في لقاء حاشد حضرته القيادة السياسية وكانت بحجاب كامل، من ذاك الذي يغطي الرأس والرقبة، وبعد يومين شاهدتها في محفل آخر وشعرها مكشوف، وبالتالي لا أدري هل حجابها هذا تحدده الشخصيات التي تقف أمامها، أم إنه قناعة والتزام بأمر رباني؟.
{ كلمة أعز
استمعت للمؤتمر الصحفي للسيد وزير المالية الذي تحدث فيه كثيراً بلغة الأرقام، وددت لو كنت حضوراً لأسأله سؤالاً واحداً.. هل سيشعر المواطن بنتائج هذه الميزانية في جيبه بعيداً عن الفلسفة والفذلكة!!