التكنولوجيا لنا وعلينا
خصصت مجلة «تايم» عددها الشتوي الخاص للكشوفات العلمية، ورصدت فيه تحولات كثيرة في دنيا العلوم والتكنولوجيا والبيئة، ورغم أننا مازلنا نعيش في القرن الثامن عشر (فيما يتعلق بالتطور العلمي والتقني على الأقل) فقد رأيت أن أنقل إليكم بعض القفزات التي ستشهدها مجالات التطور العلمي خلال الأعوام المقبلة (من باب العلم بالشيء فقط!).
عام 2019 سيشهد انتشار وسائل منع الحمل الرجالية وبذلك يصبح من حق زوجتك أن تقودك إلى المستشفى لأخذ حقنة تجردك من خصوبتك مدة شهر أو أكثر، أو توقظك من النوم كي تتناول «الحبة»، وسيصبح من حق نساء آخر الزمان أن تصيح الواحدة منهن في وجه زوجها «أنا لست فاضية» للحمل وتربية العيال… وإذا لم تنتظم في تناول الحبوب سأترك لك البيت (معظم النساء لا يعرفن أن الرد سيكون: يا ليت!).
وفي نحو عام 2018 سيصبح ممكناً استخدام الهاتف النقال المزود بكاميرا فيديو أن ينقل إليك صورة كاملة لمحدثك من الرأس إلى القدمين، بمجرد بدء المكالمة العادية، أي من دون سكايب وفيس تايم وغيره، وستكون هذه الخاصية ضربة قاضية للرومانس اللاسلكي، أي المعاكسات الهاتفية، فقد يستطيع شخص ما أن يضحك على عقل فتاة ساذجة لا تعرفه فيستدرجها لتواصل معه الحديث الهاتفي بمعسول الحديث مصوراً نفسه في نعومة مايكل جاكسون ورقة النعجة دوللي، فمع الهواتف والتقنيات الحالية يستطيع المغازلجية الزعم بأن خاصية نقل الصور الحية في هواتفهم معطلة، ولكن هاتف الفيديو الأوتوماتيكي واضح وفاضح.
وبشرى لربات البيوت.. تحملي زوجك حتى عام 2020 ثم اطلبي منه شراء عدد من الروابت (مفردها روبوت وهو الإنسان الآلي) للقيام بالكنس وفتح الباب للضيوف وتغيير حفاظات الأطفال، وميزة هذه الروابت أنها تعرف ملامح وصوت صاحبها، أو بالأحرى صاحبتها، وتضرب عن العمل إذا تعرضت «ست البيت» لمعاملة غير لائقة أو إذا حاول أحد غيرها تشغيلها.
والمفاجأة الجديدة هي أن شركة زايبرنوت الأمريكية نجحت في إنتاج كمبيوتر يحمل اسم نتمان، وهذا الكمبيوتر يتم ارتداؤه كجزء من الملابس وينتهي بشيء كالقبعة يتدلى منه منظار على العين، والغرض منه – مثلاً – تمكين مهندسي الصيانة من تلقي المعلومات وإرسالها بإعطاء الأوامر الصوتية بينما يواصلون العمل بأيديهم.. وبإمكان ممارسي رياضة الجري أن يرسلوا وأن يتلقوا البريد الإلكتروني شفاهة.
ومن المؤكد أن هذه الخاصية ستعطيها رواجاً شديداً في العالم العربي حيث يحرص الكثيرون على تأكيد انتمائهم للقرن العشرين بشراء أي شيء، وكل شيء إلكتروني.. وقريباً ستتردد في بيوتنا صيحات مثل: ماما أين قميص الكمبيوتر الرمادي؟.. ولماذا لا تلبس الأحمر؟.. حرام يا ماما لبست الأحمر أمس وأمس الأول، ما يظن أصدقائي بي إذا لبسته ثلاثة أيام متتالية؟
وهناك الزوجة الإلكترونية التي يستطيع الواحد منا تجميعها على الكمبيوتر بحسب ذوقه ومزاجه، والآن ومع الكمبيوتر الملبوس يستطيع الواحد منا اصطحاب تلك الزوجة إلى الأسواق ثم تعديل مواصفاتها أثناء إجراء المسوحات الغزلية. وإذا أوقفك شرطي بتهمة التسكع أو معاكسة الفتيات، تستطيع أن تصيح مستنكراً: حاشا.. كيف أفعل مثل تلك الأشياء وزوجتي الإلكترونية معي؟.. ثم تقنع الشرطي بإلقاء نظرة عليها، ثم تضيف قائلاً: بذمتك أليست أحلى من كل البنات اللائي يتجولن الآن في السوق؟ وهل من المعقول أن «يبصبص» رجل له زوجة تتألف من مارلين مونرو وباميلا اندرسون، وفي خفة دم فاروق الفيشاوي، ورقة شعبولا؟
ستكون مصيبتك كبيرة إذا كان الشرطي يرتدي عدسة لاصقة إلكترونية واستخدمها لقراءة أفكارك السوداء.. ولتفادي مثل تلك المواقف فعلينا استخدام الكمبيوتر الملبوس في أنشطة بناءة ومفيدة مثل لعب الورق، خاصة السوليتير لأنها تحدد «حظك» بأفضل مما تفعل الأبراج التي تنشرها الصحف هذه الأيام.