تحقيقات وتقارير

قروبات (الواتس) .. جدل المسؤولية القانونية


٭ مع التطور التكنلوجي في علم الاتصالات وظهور وسائط التواصل الاجتماعي (الفيسيوك والواتساب) انتشرت ظاهرة مجموعات الواتساب (القروبات) التي تضع أكثر من عضو يتواصلون عبر الدردشة الجماعية، وأصبحت هناك قروبات عائلية وقروبات الأصدقاء والقروبات المتخصصة كل في مجاله يتبادلون الأخبار ويتفاكرون ويتناقشون في مايدور باعتبار أن الواتساب أصبح من الوسائل السريعة في ايصال المجموعة، وبالإضافة إلى ذلك الجانب الإيجابي لهذه الوسيلة الآن هناك سلبيات صاحبت الظاهرة،

وأصبح يستقلها البعض للإساءة للآخرين، وأحيانا يضطر المتضررون للجوء لنيابة جرائم المعلوماتية لأخذ حقهم بالقانون، وتتخذ الأجراءات في مواجهة الفاعل الذي يتم التوصل إليه إلكترونياً، إلا أن الذي أثار تساؤلاتي هل يمكن لمدير (القروب) أن يكون مسؤولاً أمام القانون في الأفعال التي يقوم بها بعض الأعضاء في مجموعته .. في الأيام الماضية، وفي سابقة تعتبر الأولى من نوعها ألقت نيابة جرائم المعلوماتية القبض على الصحفي رمضان محجوب مدير قروب (آخر خبر) الذي يهتم بالأخبار الصحفية في بلاغ تقدم به الشاكي الأستاذ بجامعة العلوم الطبية حافظ حميدة بسبب مداخلة لأحد أعضاء القروب اعتبرها الشاكي إساءة له ولأسرته، ووجهت لهما تهماً بالمواد ((10 و17)) من قانون جرائم المعلوماتية لسنة 2007م

٭ إشانة لسمعته.
وروى رمضان محجوب تفاصيل ماحدث لـ (آخر لحظة) وقال إتصل به أحد أفراد المباحث وسأله عن موقع تواجده، وأخبره بأنه في المستشفى برفقة شقيقه طريح الفراش بالمستشفى، وحضر إليه وبعد أن زار المريض أخبره بأنه مطلوب القبض عليه في بلاغ جرائم معلوماتية تحت المواد (10-17) إشانة السمعة من قانون جرائم المعلوماتية، وتم التحري معه لمدة ساعتين وإطلاق سراحه بالضمان، كما تم التحري مع عضو القروب صاحب المنشور علي أبا يزيد وقال رمضان: لا أدري سبب إقحامي في القضية وأنا صفتي إشرافية ولا أملك الحق في التحكم فيما ينشر، لأن القروب بخلاف الموقع الإلكتروني الذي يكون فيه للمدير إمكانية التحكم فيما ينشر فيه.

٭ حادثة سابقة
وفي قضية شبيهة حكمت محكمة جرائم المعلوماتية الأسبوع الماضي على أحد المتهمين بالسجن (6) أشهر والتعويض والغرامة في بلاغ إشانة سمعة الشاكي في بلاغ الكاتب الصحفي إبراهيم بقال، الذي ذكر للصحيفة أن المدان وجه إليه إساءات له ولأسرته عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) .

٭ الرأي القانوني
في البداية عندما اتصلنا بالمحامي ساطع الحاج للحديث لتوضيح الرؤية القانونية حول مسؤولية مدير القروب مما يصدر من أفعال أعضاء القروب، إعتذر عن الحديث للصحيفة مبرراً أنه ممثل الإتهام في القضية المذكورة، وقال إن شهادته فيها تكون مشروخة، أما المحامي مجدي سرحان فقال إن الناس سواسية أمام القانون، والمحاسبة تتم بصفة عامة دون إستثناء، وحول إذا كان مديرالقروب مسؤولاً أمام القانون؟ أوضح أن مسؤولية مدير القروب إدارية عن كل ما ينشر كما في مسؤولية رئيس التحرير في الصحيفة الورقية والصحيفة الإليكترونية، إلا أن الأمر يختلف فيما يتعلق بالقروبات لأن مدير القروب ليس لديه وسيلة لضبط ما يرد في القروب من رسائل وتعليقات، وكشف سرحان عن تحقيق في قضية قيد التحري مماثلة لقضية القروب، المتهمون فيها قاموا بتصوير متهمين آخرين في إحدى المحاكم ونشروا صورهم في أحد القروبات.

من جهته قال للصحيفة خبير جرائم المعلوماتية مولانا عبد المنعم عبد الحافظ إن جرائم المعلوماتية استشرت بشكل سريع في الفترة الأخيرة بالبلاد، وذلك لزيادة المستخدمين للأجهزة الذكية، والتي تتناول المحتوى وتتداوله في مواقع التواصل الإجتماعي والواتس آب، خاصة فيما يسمى بالقروبات التي تنتشر فيها المادة المتداولة بشكل تقني وسريع، وفي كثير من الأحيان يتم إرسال محتوى عبارة عن فايروس أو برامج مخلة بالآداب العامة ومشينة للسمعة، وتهدف إلى وضع المستخدم في حالة إبتزاز، ويتم هذا الإبتزاز إما بالإغراء أو تهديد الشخص وإرغامه على فعل شئ مخالف للقانون، أكثر الجرائم شيوعاً وضرراً بالمجتمع الشائعات وتنشر عبر الوسائط الإليكترونية، بالإضافة إلى نقل الأخبار الكاذبة ووضع صور فاضحة أو محتوى من شأنه أن يتسبب في إشانة السمعة، كل هذه المخالفات يتم التبليغ عنها لدى نيابة جرائم المعلوماتية مصحوبة بقرص يحمل المحتوى المخالف الذي يمثل الجريمة، ويتم التحقيق الإليكتروني أمام الشرطة المختصة، وأشار إلى أن الجريمة الإليكترونية جريمة ذات طابع خاص لا تشبه الجرائم التي تقع على أرض الواقع، لأنها مستحدثة وتتم بشكل تقني ويتم التحقيق فيها بطريقة تقنية، كما قال مولانا عبد المنعم إن الموقع الإليكتروني يختلف عن خدمة الواتس آب، وذلك لأن وضع المحتوى الذي يمثل جريمة يسبب الأضرار ويتم فيه التبادل بين شخصين أو أشخاص (القروبات) وأن المحتوى الذي يوضع في القروب يكون أكثر ضرراً لأنه يتم عبر مجموعة من الناس، وقد يكون المتضرر شخص أو أشخاص، والشخص الذي نشر المادة المخالفة شخص واحد يعاقب جنائياً بمفرده.

(إسفير) يتابع
مؤخرا تم تكوين الإتحاد الدولي للوسائط الإليكترونية (إسفير) والذي يضم مجموعة (قروبات) ومواقع إليكترونية بغرض نشر ثقافة الإستخدام الأمثل لهذه المواقع والتنسيق في ما بينها، وأصدر الإتحاد بياناً أكد خلاله تضامنه الكامل مع مدير قروب (آخر خبر) محجوب رمضان وكلف الإدارة القانونية للدفاع عنه، والتي بدورها قامت بزيارة لقسم التحقيقات الجنائية دائرة الجرائم الإليكترونية لمتابعة إجراءات البلاغ وقابلت المتحري، وأكدت وقوف عدد من المحامين للدفاع عنه .

تقرير : ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة