“عمر نمر” درس في الاستجابة وأداء الواجب!
كما توقعت تماماً وأحسنت الظن فيه كان أول المتصلين صباحاً بعد أن رأت هذه الزاوية النور أمس الأول تحمل معاناة أهل أم سيالة وحطاب من الحريق الذي يتسبب فيه مكب النفايات، وبعض المصانع العشوائية التي حولت حياتهم إلى جحيم وحجزت لهم مقاعد في رحلة الموت والفناء، كما توقعت تماماً كان المتصل سعادة اللواء “عمر نمر” رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم، حيث قال لي وبالحرف الواحد: (يا “أم وضاح” اتصلي على ناس أم سيالة وبكره ثمانية ونصف صباحاً تكونوا في مكتبي)، وفي الموعد بالضبط كنا هناك لنجد سعادة اللواء حاضراً حيث يبدو أنه قد حضر أبكر من ذلك لأن دولاب العمل في المجلس كان يدور وكأنه الثانية عشرة ظهراً عكس بعض المقار والمؤسسات التي يصلها مسؤولها عشرة وعشرة ونص وكل حسب ظروفه.. المهم أننا دلفنا إلى مكتب السيد الوزير الذي بدأ في الاستماع إلى شكوى مواطني المنطقة التي سردوها بكل دقة وألم جعلت ذات إحساس الوجع يعاودني مرة أخرى، وانتظرت لأرى رد فعل الوزير وماذا سيقول.. لكن الرجل أدهشني ورد فعله كان جملة قرارات اتخذها في التو واللحظة وذلك بعد أن استدعى كل أركان إدارة المجلس المسؤولين عن هذا الملف، حيث وجه مدير إدارة الرقابة بأن يُزال المصنع العشوائي ويُقدم الشخص المسؤول عنه لمحكمة البيئة فوراً، كما وجه بأن تتجه عربات النظافة الآن إلى المنطقة لإزالة كل النفايات حول المكب التي يحرقها من يذهب بها إلى هناك مفتعلاً سحب الموت خلفه، وقال لوفد المنطقة إنه سيتم تشجير ما حول المنطقة بسواعد أبناء المنطقة أنفسهم ليشكل حزاماً أخضر حول المكب، وفي ذلك وافق الحضور وأبدوا كامل استعدادهم خاصة والأخ “عمر نمر” حدد موعداً معهم (الثلاثاء) القادم في الرابعة عصراً ليلتقي بهم جميعاً وعلى الطبيعة في أم سيالة، ولأنني كنت مصابة بحالة من القلق وانتظر قراراً أكثر سرعة لوقف هذه المأساة، قال السيد رئيس المجلس الأعلى للبيئة: (أدوني 72 ساعة بس وما ح يكون في حريق تاني هناك إن شاء الله).
وطبعاً تلمست الانفعال والدهشة في عيون أهل المنطقة بهذه الاستجابة السريعة من مسؤول تجاه قضية عاجلة لا تقبل التأخير، ولم استغرب هذه الدهشة لأنني كنت أيضاً مصابة بها، وإن لم استكثر الفعل على اللواء “عمر نمر” هذا الرجل الذي صنع المعجزات إبان توليه محلية الخرطوم ويومها لم أخف استغرابي أن يذهب رجل بكل هذا الحراك وكل هذا الحماس لرئاسة مجلس ظل مهمشاً بلا دور حقيقي يلعبه في السنوات الماضية.. مكان “نمر” أن يكون دائماً قريباً من نبض الناس لأنه خير من يشعر ويتفاعل مع هذا النبض، لكن وجود الرجل في المجلس الأعلى للبيئة والحراك الذي شهده منذ أن تولى المنصب أكد لي أن الشخص وحده بقدراته ووطنيته قادر على أن يجعل للمنصب قيمة وللوظيفة هيبة وتأثيراً.. لكل ذلك وبعد أن حدثني الرجل حديثاً مستفيضاً عن مشروع تدوير النفايات الذي سيبدأ من أول فبراير القادم تصحبه مشاريع بيئة أخرى حركت جمود هذا المجلس رغم أهميته، أتوقع أن يعود “نمر” لاعباً وهدافاً في حكومة ولاية الخرطوم التي تحتاج لثلاثة أربعة قولوا خمسة أمثال “عمر نمر” لينعدل الحال المائل، وليت القيادة السياسية جعلت الرجل نائباً للوالي لأنه من هذا المقعد يستطيع أن يدفع في الاتجاه الإيجابي كثيراً من القضايا ويحل كثيراً من الأزمات التي لا يحتاج حلها إلا لقرارات عاجلة ونافذة كما فعل في قضية مكب حطاب.. فلله درك يا “عمر” ويا ها المحرية فيك!!
{ كلمة عزيزة
اتصل عليّ الأخ المدير التنفيذي لمحلية بحري الأخ “سنوسي” ودار بيننا حديث طويل حول المحلية وشؤونها وقضاياها، لمست في ثنايا حديثه نبرة عتاب حيث قال لي: (قلمك نعتز به.. كوني معنا وليس علينا)، وقلت لـ”سنوسي” إن انحيازي لبحري هو الذي يجعلني في خندق الدفاع الأول عن مصالحها والنقد والإشارة لمواطن الخلل هي معكم وليس عليكم، في كل الأحوال الأخ “السنوسي” وعدني بأنني سأرى قريباً ما يسرني وأنا في الانتظار!!
{ كلمة أعز
علمت أن بعض مصانع الموت العشوائية يعمل بها بعض الأجانب الذين جاءونا كلاجئين، لكن كرم الضيافة والترحاب لا يعني أن نجعل بلدنا فوضى وسداح مداح لكل من هبّ ودبّ وفايت الحدود وأسوأ!!