سعد الدين إبراهيم

تلوين في الزمن الحزين

أحمر:-
أصبح كل من يفشل يتخذ شماعة اسمها أعداء النجاح.. ويرمي بهذه الخصلة كل من ينتقده .. كل من يهدي إليه عيوبه.
صديقنا (زريبة الثعالب) ينتاش الناس بسهام حقده.. ويثير أمامه غبار المشاكل.. كما أنه ليس بطاهر الثوب.. ويثرثر كثيراً.. فيخطئ كثيراً .. فلما عرف الناس مخبره ولم يتمكن من خداعهم كل الوقت.. أصبح يتوهم أن أعداء النجاح يطاردونه.. مما سيجعله يتحول إلى (زريبة للخنازير) عندها تمنع الرائحة حتى مجرد التواصل معه.
العجيب أن من يتوهم أعداء النجاح يصدق في النهاية وهمه!!
ولكن أين النجاح ذاته الذي حققه حتى يكون له أعداء.
الفشل ليس عيباً .. العيب أن نبقى فاشلين وذلك بعدم الاعتراف.
صحيح قد يكون لنا شركاء في تجربة الفشل.. لكنهم قطعاً يتنصلون.. فللنجاح مائة أب والفشل ابن المرحوم ..
ولكن نفس هؤلاء إن نجحت فسيطالبون بنصيبهم في النجاح وربما ادعوا صناعته.. إذن فللنجاح أصدقاء وليس أعداء.
صحيح تجارب النجاح تحرك غيرة البعض وحسدهم.. لكن الحاسد ليس عدواً للنجاح بل هو عدو لنفسه!
أصفر:-
قال: الشاعر (أبو نصر الروزباري) وهو من شعراء القرن الرابع الهجري:
لي خمسون صديقاً بين قاض وشريف
وأمير.. ووزير .. وفقيه.. وظريف
فإذا احتجت إليهم لم يفوا لي برغيف
أسود:-
دواع غريبة وموقف يدعو إلى ضحك يشبه البكاء عندما قرأت أن (آميل وجورجي زيدان) أصحاب دار الهلال المصرية الأوائل، كانا يرفعان شعاراً علقاه أمام خزينة الصراف حتى يكون له تأثيره، كان الشعار (ممنوع الكلام في الدين والسياسة).
أخضر:-
سؤال: لماذا عندما يكتب بعضنا ينسى بيت الشعر الصدمة:
مهما يكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلم!
رمادي:-
قرأت لشخص كلاماً يرمي به آخر.. ينتقد فيه صفات المداهنة والنفاق.. وهذه الأوصاف تنطبق عليه شخصياً تمام الانطباق.. ماذا يكون شعورك والمومس تحدثك عن الشرف.. والخائن عن البطولة والفاشل عن النجاح.
أزرق:-
قال: “محمود الوراق” في صدر العصر العباسي:
كنا نفر من الولاة الجائرين إلى القضاة
والآن نحن نفر من جور القضاة إلى الولاة .