شاعر (زي) !!
*ولا نعني الشاعر الذي ينظم الكلم عذب قصيد..
*وإنما أي شخص (شاعر) بشيء وإن لم يُحسن التعبير عنه..
*يعني حتى ولو عبر عنه بمثل الذي يقوله (قنقا) عند رؤيته شيئاً يسره..
*فـ(عوير) بلدتنا هذا حين يشاهد فتاة تعجبه مثلاً يصيح بصوت مشروخ (والله لكن)..
*وطبعاً هي جملة ناقصة لا معنى لها إلا في جوف (الشاعر) الذي هو قنقا..
*وهو لم يكن يصيح بها إلا إزاء شيء يراه الناس كذلك حقاً..
*فكل ما يعجب قنقا يعجب الآخرين وإن كان كلباً ذا (قدّوُم) جميل..
*و(شعوره) بالجمال هذا يستحق إدراجه في مباحث علم الجمال الفلسفية..
*فعلم الجمال يطرح تساؤلاً لم يجد إجابة قاطعة عنه إلى يومنا هذا..
*تساؤل فحواه : هل الجمال ذاتي أم موضوعي؟..
*أي هل هو (داخلي) يخضع لتقديرات الراصد؟..
* أم (خارجي) نابع من المصدر ذاته؟..
*ولكن قنقا الذي كان يعجز عن التمييز بين الترابي والسنوسي يميز الجمال جيداً..
*فالجمال- في الحالة هذه- موضوعي لا صلة له بـ(كمال) عقل المتلقي..
*اللهم إلا أن يكون من نوع الذي عناه زميلٌ (متفلسف) من أيام الدراسة..
*فالزميل هذا لديه (فلسفة) خاصة بالجمال خلاصتها أنه ما من امرأة قبيحة..
*فكل أنثى – وإن بدت دميمة- لديها جمال خفي يُكتشف بحاسة (الشعور)..
*يعني ليس بحاسة النظر المفعلة حتى عند قنقا (العبيط)..
*والآن مفردة (شاعر) هذه صارت تُلحق معها لفظة تنتقص من قوتها..
*لفظة عامية (مُجهجِهة) تأتي بعدها هي (زي) بمعنى مثل..
*فتجد أحدهم يقول لك مثلاً (والله شاعر زي اللي أنا بردان)..
*فإما شاعر بالبرد أنت أو غير بردان ولا معنى لـ(زي) هذه..
*ثم انتقلت البدعة من الشاعر بكذا من الشعور إلى الشاعر في مجال الشعر..
*وكمثال على ذلك عزمي أحمد خليل حين يقول(شاعر رغم حبي إني زي الما حبيبك)..
*فإما (الحبيب) هو أو ليس بـ(لبيب)..
*وربما يكون تجاوزاً شاعرياً من جانبه لألم عبارة (شاعر إني مشوكش)..
*ثم زحفت البدعة العجيبة هذه لتلج مجال السياسة..
*فالبارحة قال لي صديق معارض إنه (شاعر زي الانقاذ دي مش ح تفوت)..
*فقلت له إن مجرد إقحام (زي) هذه في الشعور السياسي يعني شيئاً واحداً..
*يعني أن العمل المعارض (عدى فات زي كل غيمة)..
*وأن من يخاطب ندواتها لا يجب وصفه بـ(السياسي فلان)..
*وإنما الصحيح أن يُقال (الشاعر زي، فلان الفلاني)..
*ويحضرها قنقا ليصيح (والله لكن!!).