قصة عشق كاذبة ..!
«من العيب على دولة شمولية مثل السودان أن تفكر بالتطبيع مع دولة ديمقراطية مثل إسرائيل» .. نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي ..!
٭ في أواخر العام 2005م فتح الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» نيران الجدل الدولي، ومدافع الإدانة الغربية عندما قال إن محرقة اليهود «الهولوكوست» التي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي هي مجرد خرافة من صنع إسرائيل.. متسائلاً عن ذنب الشعب الفلسطيني في مُعاناة اليهود المزعومة، ومطالباً أوروبا أن تعطي إسرائيل قطعة أرض في قلبها إن كانت تشعر فعلاً بالندم ..!
٭ فردت عليه إسرائيل بأنها تملك وسائل الرد العسكري على التهديد الإيراني المتمثل في تصريحات رئيسها.. بينما وصفت أمريكا تصريحاته بأنها مشينة .. وأدانت أوروبا كلامه بحرارة قائلة إنه لا يليق بالجدل السياسي المتحضر ..!
٭ لكن الطريف أن صحيفة الـ «دايلي تليجراف» البريطانية نشرت بعد ذلك تقريراً موثقاً – في أواخر العام 2008م – يفضح كذبة إعلامية يهودية أخرى تحكي قصة عشق زوجين يهوديين إدعيا أنهما قد تعرفا إلى بعضهما أيام اعتقال اليهود في معسكرات النازيين وهلاك معظمهم في هولوكوست الجن..!
٭ فالزوج – بحسب الرواية – كان معتقلاً في معسكرات النازيين، بينما كانت زوجته المطاردة هي الأخرى تعيش سراً لدى إحدى الأسر المسيحية.. فكانت العاشقة تلقي إلى حبيبها بفتات الطعام عبر جدار الأسلاك الشائكة في معسكرات الاعتقال .. ثم افترق العاشقان والتقيا مُجدّداً في صدفة مثيرة.. فتزوجا وعاشا حياة سعيدة حتى يومنا الأسود هذا ..!
٭ تمر كل عام ذكرى فضيحة وسائل الإعلام الأمريكية التي تلقفت قصة العاشقين اليهوديين، والتي نالت حماستها لتلك القصة من رصانة ومصداقية شخصيات إعلامية كبيرة مثل «أوبرا وينفري» مقدمة البرامج ذائعة الصيت، التي هللت وصفقت لحكاية الزوجين الكاذبين في برنامجها التلفزيوني الشهير ..!
٭ ومثل دار «بنجوين» الرائدة التي قامت بنشر قصة الزوجين في رواية بعنوان «ملاك على الجدار»، ثم اضطرت إلى سحبها من الأسواق بعد أن أثبت المؤرخون زيف قصة الزوجين العاشقين.. وبعد أنْ أمَّن بعض أفراد أسرتيهما على كونهما كاذبين .. ومثل القائمين على أمر فيلم سينمائي يعتمد في حبكته على كونه مأخوذاً من تفاصيل ذات القصة التي قيل إنها حقيقية، وثبت أنها أكذوبة فنّدها علماء وخبراء ومؤرخون أثبتوا بالدليل القاطع أن ما تحدث الزوجان عنه لم يكن ضمن تفاصيل الأحداث في تلك المعسكرات ..!
٭ حكاية العشق الكاذبة تلك هي ذاتها حكاية إسرائيل بتاريخها المزيّف الذي تقتات عليه الصهيونية في حروبها الإعلامية مع العرب المسلمين.. وموقف وسائل الإعلام الأمريكية من كذبة العاشقين هو موقفها من أجندة الإعلام المصنوع والموجه ومن مجموعات الضغط التي تعمل لصالح إسرائيل ..!
أما التصريحات العدائية والإيحاءات الكيدية بشأن رفض التطبيع من عدمه فكل يوم هي في شأن، حالها من حال تلك الأكاذيب التي تقوى وتكبر بفضل الهيمنة الإعلامية، وبفضل غياب المعادل الموضوعي – لمثل ذلك الطنين مدفوع الأجر – في وسائل الإعلام العربية والإسلامية ..!