زاهر بخيت الفكي

صلاح مُفارقات وعجائب المحليات..!!


التحية لك الصديق الزميل صلاح أحمد عبد الله ..صلاح (مُفارقات)..
التحايا موصولة كذلك منى لصديقك الجميل عباس دلاقين ..
استمتعتُ كثيراً والقراء بمفارقاتك وجميل مُقترحاتك القيمة والتى
أهديتها لأهل الشان بالولاية التى خلت من حتاتها الفاضية كما قال
كُبارها ، كتر خيرك وأنت تُبدع وتُجهِد نفسك كثيراً حتى تخرج لنا
بهذه المُقترحات الداعمة للخزينة العامة والتى تذهب مُباشرة بالطبع
للخدمات التى تهُم المواطن وقطعاً لن تبخل بها الدولة عليه ، رُبما
رأيناها يوماً فى أرض الواقع كقانون يخدم المحليات ويعود بالنفع
عليها وعليك بنظرية (أبوالقاسم) التى ضمنتها مُقترحاتك حتى لا تخرج
من مولدهم بلا حُمص ، لقد أثبتّ لنا أخى وبما لا يدع مجالاً لشكهم
أنك رجُل وطنى تجرى الوطنية فى دماءك الحارة صيفاً والباردة فى
غير الصيف حسب المتوفر من المواد الغذائية وتبعاً للأسباب الفنية
والظروف العصية ومعاناتك اليومية مع مواصلات الردمية وطلعات
القناطر الشرقية ومُشاهداتك للعمارات البمبية والبنفسجية..
فى مُنتصف ثمانينيات القرن الماضى اجتاحت البلاد مجاعة صار
معها السودان علماً عند أهل الدول الثرية والعُظمى والتى أسهمت
معنا فى درء آثار تلك الكارثة وقدمت لنا معونات هائلة بعد أن تناولت
أخبارنا المحطات التلفزيونية والاذاعات المسموعة المُتاحة وقتها
والتى كانت تنقل مأساتنا للعالم ، وما الشهرة التى اكتسبها الرئيس
الأمريكى رونالد ريغان إلا بسببها وبالدعم المُقدر الذى أرسلته دولته
صاحبة العلاقات المُميزة الخالية من أى نوع من أنواع العُقوبات مع
دولتنا يومها ، شُهرة جعلته على لسان كُل مُحتاج جائع امتدت يده لأكل
عيش ريغان ..
عام أصاب فيه المحل أراضينا وجفت فيه ضروع مواشينا ونفق
الكثير منها وبدأت فيه رحلة النزوح الكُبرى ، ذهب الكُل يبحث عن
قوته وعن الأمان المفقود بسبب الجوع ، ذهب بعضهم إلى بُيوت النمل
رُبما يجد فى مخزون النمل ما يُبقيهم على قيد الحياة ولتذهب جُموع
النمل النشطة التى ظلت تجمع فى قوتها كُل العام وتدخرُه إلى مثل هذه
الظروف إلى الجحيم ، هجم عليها بنى الإنسان الجائع والجوع كما
قيل كافر ، نقبوا فى جحور النمل علهم يجدوا فيها ضالتهم وما يسُد
الرمق ..
أوَ من جُوع يا صديقى تُنقب و(تبحت) المحليات وأهلها فى بُيوت
النمل..؟
أم هو حُكم القوى على الضعيف وهى السياسة التى يتبعها
هؤلاء..؟
نعم وأصحاب الدرداقات كما (النمل) هُم فى نشاطهم ومعاناتهم وقلة
دخولهم وهُم يجمعون فى قوت يومهم بمُعاناة لا تُطاق ولا يُنكرها من
يراهم وهم يستخدمون أجسادهم المُنهكة لعملهم الشاق خصماً على
صحتهم والصغار منهم أعنى ..
لن نستبعد أن يأتى يا صلاح من يُدرج مُقترحاتك فى خُطة تحصيل
الولاية القادمة بعد أن تُجاز ورُبما تُعمم على بقية الولايات ومحلياتها.
والله المُستعان..
الجريدة